بشار الأسد دمية الدول وعار على سوريا

img

في 13 أيلول استقبل بوتين الأسد ليلاً بعد أن جُلب سراً ومثل أمام بوتين بشكل غير رسمي كما ظهر في وسائل الإعلان. وجاء استدعاء الأسد على ضوء معطيات ميدانية في سوريا وسياسية إقليمية ودولية. فروسيا استطاعت كبح جماح النظام والمليشيات الإيرانية في تنفيذ هجوم عسكري على درعا البلد، وتم التوصل الى مصالحة معينة حفظت أرواح المدنيين، حيث انتصر أهل حوران وصمدوا وفشل نظام الأسد المتعطش للدماء والقتل والحل العسكري. وهناك تسريبات تفيد بأن موسكو رفضت أي مطلب للأسد بفتح جبهات عسكرية جديدة في درعا وإدلب، لأنها لا تريد أي عمل عسكري في سوريا، وقد أكد ذلك الكرملين والخبراء، بل تريد تفعيل دور اللجنة الدستورية الذي يرفضه النظام، وهذا من الأسباب التي دعت الكرملين لاستدعاء الأسد ليلاً لإبلاغه برغبة موسكو تفعيل دور اللجنة الدستورية والعمل طبعاً على تخفيف العقوبات ممثلة بقانون قيصر للبدء ببعض الخطوات على طريق إعمار الاقتصاد السوري. وإن كان ذلك ليس قريباً على ما يبدو. بالرغم من أن أكثر ما يهم موسكو هو البدء بإعادة الإعمار بتمويل غربي وخليجي كي تجني ثمار ما قدمته في سوريا لدعم الأسد.

وليس صدفة أن يقول بوتين مادحاً الأسد بأن الأخير عمل على الحوار مع معارضيه السياسيين وأنه يجب تجميع كل القوى السورية (وأضاف بضرورة التخلص من القوى الأجنبية الموجودة بطريقة غير شرعية في سوريا حسب موسكو). فهذه العبارة قد توحي بأن بوتين يلمح إلى ضرورة تفعيل الحوار السوري بدءاً من اللجنة الدستورية.

وهذه المرة ليست الأولى التي يضطر بوتين لجلب بشار في عتمة الليل وبالسر. فقد أحضره بطائرة نقل جوية ليلاً إلى سوتشي في 2018 لإجباره على المشاركة في أعمال اللجنة الدستورية حيث كان قبل ذلك يرفض أي مشاركة بها تحت إشراف الأمم المتحدة، بل كان يريد أن تجري الاجتماعات في دمشق تحت إشرافه. ولكن الروس نسقوا مع الأمم المتحدة بأن تكون اللجنة الدستورية تحت إشرافهم، وهكذا صدر البيان عن مؤتمر سوتشي 2018 بالصيغة التي أرادها الروس.

وفي كل الأحوال فإن لقاء بوتين بالأسد جاء على مايبدو لتثبيت موقف ما من قبل النظام ليذهب الروس ويطرحون خطتهم على الأمريكان لتفعيل اللجنة الدستورية التي ستعقد في بداية شهر تشرين الثاني القادم في جنيف.

وكذلك قد تقوم واشنطن بتخفيف العقوبات على الأسد وهذا يتضح من مشروع تمديد الغاز الإسرائيلي عبر مصر والأردن وسوريا إلى لبنان، والذي لم يكن ليحدث بدون تغاض أمريكي.

وقد اجتمع مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف ونائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين في جنيف مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط بريت مكغورك في جنيف يوم 15 أيلول لبحث الملف السوري. ولم تُعرف نتائج الاجتماع حتى الآن. ويبدو أن هناك تفاهمات أمريكية/روسية ومساعٍ باتجاه حل سياسي ما في سوريا لم تُعرف أبعاده بعد.

ويبقى السؤال الأهم: هل نقبل بعد كل هذه السنين والتضحيات الكبيرة بهذه الدمية التي اسمها الأسد أن تبقى جاثمة على صدور السوريين؟

ما دورنا، ونحن التي صدحت أصواتنا: سوريا بدها حرية، الشعب السوري واحد، الشعب السوري ما بينذل؟!.


الكاتب هيئة التحرير

هيئة التحرير

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة