درعا.. مهد الثورة

img

انطلقت الشرارة الأولى للثورة السورية عام 2011، من درعا الواقعة في منطقة حوران جنوب سورية. أشعل أطفال درعا حينها ثورتنا العظيمة بكتاباتهم على الجدران المعبرة عن رفضهم لنظام الأسد. وكان الربيع العربي في أوجه والديمقراطيات والحريات تلوح في الافق للشعوب العربية التي عانت الكثير من ظلم الحكام الذين يتشابهون في استغلال ونهب ثروات البلاد.

بالعودة إلى درعا التي شكلت محوراً مهماً منذ بداية الثورة في مقارعة النظام وقواته ورفضت رفضاً قاطعاً أي اتفاق مع النظام أو تسليم له.

جاءت اتفاقات سوتشي وأستانة (اتفاقات خفض التصعيد) لتظهر مدى تدخل الدول الكبرى والإقليمية في الملف السوري الذي أخذ منحى دولياً. ومنه بدأ تسليم المدن عبر خروج الثوار أو بقائهم بضمان عدم التعرض لهم وذلك بتسوية أوضاعهم. وتلك الاتفاقات بدأت بحلب وانتهت بدرعا.

في اتفاق درعا حافظ الثوار على أسلحتهم الخفيفة، وتولّوا مسؤولية تسيير أمور منطقتي درعا البلد والمحطة مع وجود للنظام عبر حواجز وبعض المؤسسات.

ثم جاءت مسرحية الانتخابات الهزلية في سورية التي أقامها النظام بعد أن خاض حرباً ضد الشعب أفضت إلى جرائم لم يعرفها التاريخ من قبل. الشعب نصفه مهجر ونصفه الآخر يعاني من فقر يصل إلى حد الجوع، ناهيك بالقتلى والجرحى والمعاقين والمعتقلين والمختفين قسرياً.

درعا رفضت هذه الانتخابات المخزية ورفضت وضع صناديق الاقتراع على أرضها، فكان لها موقفاً مميزاً عن باقي المحافظات السورية، والذي أثبت أن الثورة السورية مازالت حية ومازال هناك من يدافع عنها على الأرض.

نقم النظام على درعا وأهلها ودفع بفرقته الرابعة والميليشيات الإيرانية الحاقدة على الشعب السوري لاقتحام درعا وإعادة احتلالها. إلا أن صمود أهلها أفشل هجومه ونواياه وذلك بخسارته العديد من قواته ومعداته. وليضطر إلى الدخول في مفاوضات تشرف عليها روسيا.

وهنا يجب ألا تخفى علينا حساسية منطقة درعا وقربها من إسرائيل وحرص كل من إيران وروسيا السيطرة عليها والحفاظ على حدود إسرائيل، وكذلك تثبيت وجودهما في المنطقة رغم اختلاف أهدافهما.

وبغض النظر عما أفضت إليه المفاوضات، إلا أن ثوار حوران أثبتوا مقدرتهم منذ بداية الثورة حتى يومنا هذا، على الصمود في وجه هذا النظام وقواته وجبروته. ليقولوا كلمة لا تراجع عنها، إن النضال على الأرض هو من يكسر هذا النظام المجرم ويرده خائباً ذليلاً. وعلى الشعب السوري أن يعي هذا وأن سقوط هذا النظام لن يكون إلا بتكاتف أبناء الشعب الواحد وبكف أيادي التدخلات الخارجية والإقليمية.


الكاتب هيئة التحرير

هيئة التحرير

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة