بعد 48 عاماً على اغتياله.. جنبلاط يعلق على اعتقال قاتل والده

img

علق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط على اعتقال اللواء السوري إبراهيم حويجة والذي أشرف على اغتيال والده الزعيم الدرزي كمال جنبلاط في 16 مارس 1977.

ونشر جنبلاط الابن خبر الاعتقال بعد نحو 48 عاما من مقتل والده، وعلى بعد أيام قليلة من الذكرى، مع تعليق “الله أكبر”.
والخميس، اعتقل جهاز الأمن الداخلي السوري، رئيس المخابرات العامة السابق إبراهيم حويجة المتهم بتنفيذ اغتيالات في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مصدر من إدارة الأمن العام “اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا بين 1987 و2002، في مدينة جبلة”.

وحويجة متهم وفق المصدر “بمئات الاغتيالات” في عهد عائلة الأسد، بينها “الإشراف على اغتيال” الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط في 16 مارس (آذار) 1977.
يذكر أن النظام السوري متهم بقتل الزعيم الدرزي الاشتراكي، كمال جنبلاط، ومسؤولين لبنانيين آخرين خلال العقود الخمسة الماضية.

فمن هو كمال جنبلاط؟
يُعتبر كمال جنبلاط من أبرز الشخصيات السياسية والفكرية في تاريخ لبنان الحديث، حيث جمع بين العمل السياسي والفكر الفلسفي، وكان لاعبًا رئيسيًا في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي.

وقد ترك إرثًا غنيًا من الفكر والسياسة والنضال من أجل العدالة الاجتماعية، كما كان له دورٌ بارز في دعم القضية الفلسطينية.

وُلد كمال فؤاد جنبلاط في 6 ديسمبر 1917 في بلدة المختارة بقضاء الشوف، وهي معقل الزعامة الجنبلاطية التاريخية للدروز.
وتعود أصول العائلة إلى كردستان، حيث يُعتقد أن أجداده قدموا إلى لبنان خلال العهود الأيوبية، ويعني اسم جنبلاط باللغة الكردية “صاحب الروح الفولاذية”.

ولعبت والدته، نظيرة جنبلاط، دورًا محوريًا في تربيته وفي إدارة شؤون العائلة، وبرزت كقيادية حكيمة أثّرت في مسيرة ابنها السياسية.

ونشأ كمال في بيئة مفعمة بالثقافة والسياسة، حيث تلقى تعليمه الأولي على يد مربية خاصة، ثم التحق بمعهد عينطورة للآباء اللعازريين في كسروان عام 1926.

بعد وفاة ابن عمه حكمت جنبلاط، نائب جبل لبنان، عام 1943. توجه كمال الذي بدأ مسيرته كمحامٍ، نحو العمل السياسي.

وفي عام 1949، أسس الحزب التقدمي الاشتراكي، حيث سعى إلى الحفاظ على حقوق العمال، وحق التعليم المجاني، وضمان حقوق المرأة، ورفض الطائفية السياسية، وتحقيق دولة ديمقراطية علمانية.

في 16 مارس 1977، تعرض كمال جنبلاط لعملية اغتيال أثناء توجهه من قريته المختارة، حيث وقع الهجوم في منطقة الشوف، بعد أن تم إطلاق النار عليه وهو داخل سيارته، ما أدى إلى مقتله ومرافقيه على الفور.
وجاء الاغتيال في سياق توترات سياسية كبيرة، وعقب دخول قوات النظام السوري إلى لبنان في العام 1976.

وقد أدى اغتيال جنبلاط إلى اندلاع موجة من الغضب بين أنصاره، وأثارت الحادثة تداعيات واسعة في لبنان

ورغم مرور عقود على اغتياله، لا يزال كمال جنبلاط شخصية محورية في الوجدان اللبناني. يُنظر إليه كأحد القادة القلائل الذين حاولوا تجاوز الطائفية السياسية وسعوا إلى بناء دولة حديثة قائمة على مبادئ العدالة والديمقراطية، حسب الكثير من المؤيدين لأفكاره.
المصدر: العربية


الكاتب هيئة التحرير

هيئة التحرير

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة