إعلان عواصم الشرق (بغداد، دمشق، بيروت، القدس) نحو شرقٍ عربيٍّ آخر
عبد المالك أهلال – العمق المغربي
في الذكرى السابعة بعد المئة لوعد بلفور، أصدرت مجموعة من الشخصيات العربية البارزة وثيقة تحت عنوان “إعلان عواصم الشرق: نحو شرق عربي آخر”. وتأتي هذه الوثيقة في سياق الأحداث المتوترة التي تشهدها منطقة الشرق العربي، حيث تجمع التوقيعات من العراق ولبنان وسوريا وفلسطين، بالإضافة إلى شخصيات من مصر والأردن والمغرب وتونس والجزائر.
وتسلط هذه الوثيقة، التي اطلعت عليها جريدة “العمق” والتي تحمل توقيعات أزيد من 70 شخصية عربية من عوالم السياسة والثقافة والإعلام، الضوء على الحاجة الملحة لتوحيد الجهود وتحقيق تغيير حقيقي في منطقة تتعرض للعديد من الأزمات، وتؤكد على الأمل في بناء مستقبل أفضل قائم على العدالة والديمقراطية.
وتستند الوثيقة، إلى رؤية ترابط جيوسياسي وتاريخي وثقافي بين البلدان المعنية، بعيدا عما وصفتها بالرؤى الأيديولوجية. حيث تدعو إلى بناء دولة حديثة تقوم على مبادئ الاستقلال وحقوق الإنسان والديمقراطية، مؤكدة أن كل ما يقرب من هذا الهدف مفيد، بينما كل ما يبعد عنه ضار.
وفي إطار هذه المبادئ، حثت الشخصيات الموقعة على الوثيقة، جميع شعوب المشرق العربي، بمثقفيها وسياسييها وناشطيها وإعلامييها، على التكاتف والعمل بشكل جماعي مع المنظمات المدنية والمؤسسات الدولية التي تدعم العدالة وحقوق الإنسان. كما أكدت الوثيقة على ضرورة أن تكون المقاومة ضد الاحتلالات وطنية، خالية من العصبويات والطائفية، ومستقلة في قراراتها عن القوى الخارجية.
ودعا المصدر ذاته، إلى الوقوف بحزم ضد ثلاثية الاستبداد والاحتلال والهيمنة والتطرف، معتبرا أن التغلب على هذه التحديات هو السبيل الوحيد للخروج من حالة الانكسار والتفكك. فهي تشير إلى ضرورة رفض أنظمة الاستبداد كافة، ورفض الاحتلالات بجميع أشكالها.
وتسلط الوثيقة الضوء على أهمية إنتاج إعلام يتسم بالموضوعية والإنسانية، بعيدا عن الخطاب العاطفي والتسطيح. وتدعو إلى إنتاج إعلام يعكس قضايا حقوق الشعوب ويعزز من الديمقراطية والعدالة.
وشددت الوثيقة على ضرورة التعاون بين النخب الفكرية والثقافية والسياسية في بلدان الشرق العربي، مثل العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وقالت إن هذا التعاون يعد أساسا لمواجهة التحديات المشتركة، ويساهم في تحقيق التغيير الإيجابي في المنطقة.
يذكر أن الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية البريطانية نونبر من عام 1917 إلى اللورد ليونيل روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة والتي عرفت فيما بعد باسم وعد بلفور، هي أول خطوة يتخذها الغرب لإقامة كيان لليهود على تراب فلسطين. وقد قطعت فيها الحكومة البريطانية تعهدا بإقامة دولة لليهود في فلسطين.