بيان بخصوص الأحداث الأخيرة في الشمال السوري وتركيا

img

إلى شعبنا السوري المكافح من أجل الحرية والكرامة..

إلى كل الشرفاء الأحرار في العالم..

إلى حكومة دولة تركيا..

خلال الأيام الماضية شهدنا انفجاراً للأوضاع في الشمال السوري العزيز علينا وانفلاتاً أمنياً نشأ كرد فعل عفوي مباشر تجاه الاعتداءات الإجرامية العنصرية على أهلنا السوريين في قيصري، ونتيجة تراكم مشاعر الإحباط والقلق والغضب من تقارب الحكومة التركية مع النظام السوري وما يحمله ذلك التقارب من احتمال أن يسفر عن اتفاقات لا تأخذ بالحسبان أوضاع الشعب السوري في الشمال والمناطق الخارجة عن سلطة النظام وسط حالة الغموض والتقلب التي اتصفت بها السياسة التركية تجاه سورية في الفترة الأخيرة.

إننا إذ ندين أعمال العنف والفوضى الموجهة ضد الممتلكات والأشخاص، وأيضاً ندين الإساءة لرموز الدولة التركية التي احتضنت ومازالت تحتضن ملايين السوريين.

نرى أن تلك الأحداث ينبغي أن توضع ليس فقط في إطار ردة فعل غريزية على أحداث قيصري ولكن وهو الأهم باعتبارها تعبيراً عن معارضة شديدة من الشعب السوري لأي سياسة مبنية على أساس صفقة تبادل للمصالح لا تراعي رأي ومشاعر الشعب السوري الذي ثار على النظام وقدم أغلى التضحيات من مئات الألوف من الشهداء ومثلهم من السجناء والمفقودين وملايين المهجرين وتدمير مدنه وأريافه كل ذلك من أجل حريته وكرامته. ينبغي على حكومة تركيا أن تدرك جيداً أن عقد صفقة مع النظام من خلف الشعب السوري وعلى حسابه، خط أحمر غير مقبول نهائياً، ليس فقط من الشمال السوري ولكن من كل السوريين الأحرار في سورية والعالم، وأن عملاً كهذا من شأنه الإساءة لكل ما قدمته تركيا من أعمال العون والدعم للشعب السوري مما لا يمكن نسيانه أو إنكاره، ولا يقتصر الأمر على ما تحمله تلك الصفقات من إساءة للعلاقة بين الشعبين الجارين. وإن الشعب السوري لن يكون مستعدا لقبولها وتمريرها أبداً.

نناشد شعبنا في الشمال السوري إظهار الوعي الوطني والابتعاد عن أعمال الفوضى وتدمير الممتلكات وأي أعمال عنيفة ضد أي كان وأن يكون احتجاجهم سلمياً وحضارياً بما يليق بالسوريين وقضيتهم العادلة.

إن أي مقاربة تركية للوضع السوري ينبغي أن تضع في حساباتها أولاً إرادة الشعب السوري ومشاعره وإصراره على التغيير، وأن تكون واضحة المعالم والأهداف.

كما ونناشد الحكومة التركية إجراء مراجعة فورية لسياستها الراهنة تجاه سورية، والنظر لمستقبل العلاقة مع الشعب السوري وليس مع النظام فالشعب السوري باق والنظام إلى زوال، وتركيا بأمس الحاجة إلى صداقة الشعب السوري مثلما الشعب السوري بأمس الحاجة لصداقة تركيا.

كما نناشد دول العالم وحكوماته وكل الأحرار الشرفاء أينما كانوا الوقوف مع عدالة قضية الشعب السوري الذي لا يطالب سوى بأبسط حقوق أي شعب في العالم الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية.

كفانا ثلاثة عشر عاماً من الظلم والقتل والتدمير والتهجير.

كفانا تجاهلاً لمعاناة الشعب السوري.

شعبنا السوري مصمم على إرادة التغيير السياسي ويرفض هذا النظام ولا تراجع عن قراره.

الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى..

الحرية للمعتقلين والمغيبين..

عاشت الثورة السورية..

عاشت سوريا حرة مستقلة موحدة..

2 تموز 2024

حزب الشعب الديمقراطي السوري

الهيئة القيادية


الكاتب هيئة التحرير

هيئة التحرير

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة