حراك إدلب مستمر، وإسقاط “الجولاني” وإخراج المعتقلين على رأس المطالب
تظاهر مئات المدنيين، اليوم الجمعة، في محافظة إدلب شمال غربي سورية، للمطالبة بإسقاط زعيم “هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، وإطلاق سراح المعتقلين من سجون الهيئة.
وتركزت المظاهرات في نحو 15 نقطة تظاهر، منها مركز مدينة إدلب، ومدن وبلدات بنش وكفرتخاريم وأرمناز وكللي وقميناس وقورقينيا وحربنوش.
وتظاهر المئات في مدن وبلدات دارة عزة والأتارب وإبين سمعان غربي حلب، إضافة إلى مخيمات مشهد روحين وكفرومة والكرامة للنازحين.
وطالب المتظاهرون بالإفراج عن المعتقلين الذين اعتقلتهم الهيئة قبل أيام على خلفية مشاركتهم بالمظاهرات، وحل جهاز “الأمن العام” “بشكل حقيقي وليس صورياً”، وعدم ترهيب الحراك بحملات الاعتقال، وإلصاق تهم زائفة بالمتظاهرين.
كما نددوا بتصعيد “هيئة تحرير الشام”، بجناحيها العسكري والأمني ضد المتظاهرين، ولا سيما بعد الاعتداء عليهم قبل 3 أسابيع على طريق إدلب – بنش، ومهاجمتهم بالعربات المصفحة.
ودخل الحراك الشعبي المناهض للجولاني، مرحلة جديدة، بعدما لجأت قيادة الهيئة قبل أسابيع إلى أسلوب تصعيدي ضد المتظاهرين، يتمثل بنشر الحواجز وبتقطيع أوصال المدن والتضييق على المدنيين لمنعهم من الوصول إلى نقاط التظاهر الرئيسية، ولا سيما في مركز مدينة إدلب شمالي سوريا، إضافة إلى اعتقال أبرز الناشطين في الحراك.
وبدأ الحراك والمظاهرات المطالبة بإسقاط “الجولاني”، منذ نهاية شباط الماضي، عقب حادثة مقتل العنصر عبد القادر الحكيم (أبو عبيدة تل حديا) في سجون “تحرير الشام”، إثر تعذيب تعرض له على خلفية ملف “العمالة”، ودفنه دون علم أهله.
وأجرت الهيئة والإنقاذ عدة إصلاحات، اعتبرها المتظاهرون شكلية واستمرت المظاهرات، ثم أنزلت الهيئة العسكر إلى الشوارع.
بعد ذلك، شنّت الهيئة حملة اعتقالات بحق ناشطين في الحراك، وقالت إنهم “مارسوا إرهاباً فكرياً واستغلوا مطالب المتظاهرين المحقة”.
وسبق أن توعّدت “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام” باستخدام الشدة في التعامل مع المظاهرات المناوئة لـ”الجولاني” في محافظة إدلب، واصفة المحتجين بـ”العابثين والمحرضين على الفتن ونشر الفوضى”.
وأصدرت وزارة الداخلية في “حكومة الإنقاذ”، بياناً تصعيدياً اعتبرته “فرصة أخيرة” أمام المحتجين لوقف مظاهراتهم المنددة بالهيئة وزعيمها “الجولاني”.
وجاء في البيان: “من هنا نؤكد أن الرجوع عن الخطأ يمحو ما ترتب عليه، وأن الاستمرار في انتهاج الأساليب التحريضية ونشر الفتن يلزمنا بالشدة في التعامل معه، فالمحرر أمانة ولن نتركه لعبث العابثين”، على حد وصفه.
يشار إلى أن “تجمع الحراك الثوري” في إدلب شمال غربي سورية أعلن قبل أيام، عن تعليق كل أنواع الحوار مع “هيئة تحرير الشام”، إلى حين توقف الاختطافات التعسفية التي تنفذها الهيئة ضد ناشطين مناهضين لها.
وفي 29 من أيار الماضي، استنكرت الولايات المتحدة الأمريكية ممارسات “تحرير الشام” بحق المتظاهرين السلميين في إدلب، ووصفت أسلوب التعامل معهم بأنه “ترهيب ووحشية”، وأنه على غرار أسلوب نظام الأسد.
من جانبها، ردت “تحرير الشام” على تعليق واشنطن، وقالت إنها تدعم المؤسسات الرسمية وسلطة القانون، وتؤكد على أهمية الفعاليات المدنية و”تكاملها في بناء مجتمع واعٍ تُحترم فيه الحقوق والحريات تحت سقف المصلحة العامة وضوابطها”.
المصدر: وكالة سنا