الرفيق رياض الترك.. وداعاً
بحزن شديد، تلقت الهيئة القيادية لحزب الشعب الديمقراطي السوري، نبأ رحيل رياض الترك، أحد أبرز الشخصيات الوطنية السورية المعاصرة، التي ارتبط اسمها بمقارعة أقسى وأبشع أنماط الديكتاتوريات وأنظمة الاستبداد التي عرفها التاريخ، حيث أمضى أكثر من عشرين عاماً في مراحل مختلفة من حياته في المعتقلات ثمناً للقيم التي آمن بها.
ارتبط اسم رياض الترك، الذي أصبح عضواً في المكتب السياسي بتيار التجديد الذي بدأ يتبلور أثناء وبعد انعقاد المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي السوري في شهر حزيران من العام 1969، وتجسد ذلك في فك تبعية الحزب واستقلاليته عن الحزب الشيوعي السوفيتي ومواجهة استبداد سلطة النظام السوري وتغولها على الدولة والمجتمع، بشكل تدريجي، وكان المؤتمر الخامس للحزب الذي انعقد في أواخر العام 1978 المحطة الفاصلة في هذا الاتجاه الذي كرّس مبدأ التغيير الوطني الديمقراطي كمدخل لخروج سوريا من أزمتها البنيوية.
كان الهم الرئيسي لهذه الشخصية، هو إقامة نظام وطني ديمقراطي في سوريا مختلفاً عن النظام الذي كرّسه حافظ الأسد عبر تنكيله بمعارضيه وتأبيد سلطة الاستبداد، وكان رياض الترك من أبرز ضحاياه حيث اعتقل لأكثر من 17 عاماً في زنزانة منفردة حتى تاريخ الإفراج عنه في شهر أيار من العام 1998، ليشهد موت حافظ الأسد ويعلن عن ذلك على هواء إحدى الفضائيات بالعبارة التي أصبحت مشهورة: ” الآن بعد أن مات الديكتاتور” .
بعد انطلاقة الثورة السورية تفاعل معها بكل طاقته وتوجهت إليه الأنظار، بسبب رمزيته وتاريخه النضالي، وكان من المتوقع أن يلعب دوراً فاعلاً فيها.
سيسجل التاريخ رحيل هذه الشخصية في اليوم الأول من العام 2024، كيوم حزين في تاريخ سوريا، وسيبقى في ذاكرة السوريين كواحد من الذين أسقطوا هيبة الاستبداد ومملكة الصمت في سوريا، وسوف يستمر الجدل حوله بعد هذا الرحيل، مثلما كان الجدل حوله قبل رحيله.
نعزي أنفسنا بهذا الرحيل الأليم، ونعزي السوريين الأحرار الذين كرٌس حياته من أجل نيل حريتهم وكرامتهم، وعزاؤنا موصول لكريمتيه خزامى ونسرين وإلى عائلته ورفاقه ومحبيه.
لروحه الرحمة والسكينة.
2024/1/1
حزب الشعب الديمقراطي السوري
الهيئة القيادية