يا أبناء شعبنا السوري الأبيّ

نعيش في هذه الأيام حالة من الاستبشار بعودة ثورتكم إلى سيرتها الأولى محمولة على أكتاف أبناء جبل العرب الأشم معقل ثورة سلطان باشا الأطرش وسهل حوران الخير، وإذ تنتفض السويداء بقضها وقضيضها ضد نظام الطاغية في دمشق معلنة أن لا رجعة إلا بسقوطه وسقوط زبانيته، فهذا يعني أن لا رجعة عن مطالب الثورة، والدفع بالمجتمع الدولي من خلال ارادة الشعب وتضحياته، كي يتحمل مسؤولياته نحو تطبيق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة وعلى رأسها القرار رقم ٢٢٥٤، وفي المقدم منه الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين، ووقف الأعمال المسلحة والعودة الطوعية والآمنة لللاجئين.

ونحن في حزب الشعب الديموقراطي السوري الهيئة القيادية، إذ نهيب بسلمية الحراك الثوري ووطنيته في السويداء والذي توسع ليشمل عدداُ من المحافظات ومناطقها، وليأخذ أيضاً أشكالاً مختلفة من التعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة تلك الأصوات الجريئة التي انطلقت من أغلب المحافظات، إضافة إلى حراك أهلنا المحكومين من سلطات الأمر الواقع وفي مخيمات اللجوء، ندعو أبناء شعبنا الشامخ على امتداد الجغرافية السورية وفي دول الشتات، إلى الانتفاض دعماً للحراك الثوري السلمي من أجل إيصاله إلى أهدافه بإسقاط هذا النظام وتقديم القتلة وسارقي قوت الشعب أمام محاكم عادلة.

لقد سقطت رهانات بعض العرب على إعادة تأهيل هذا النظام، كما سقطت رهانات السوريين الذين والوه منذ البداية، على قدرته بإخراج البلاد من أزماتها البنيوية، هذا النظام الذي حوّل سوريا إلى دولة فاشلة بكل المعايير ومهدَّدة بالتفكيك، وفاقدة لسيادتها، وجعل أكثر من تسعين بالمائة من شعبها يعيش تحت خط الفقر، وفي حالة عوز والحاجة إلى أبسط مقومات الكرامة والحياة، واعتماد إعاشة الدائرة الفاسدة المحيطة به على زراعة المخدرات والإتجار بها، وعلى فرض الخوّات على المواطنين، ورهن ثروات سوريا وخيراتها الى داعميه الروسي والايراني.

تقتضي هذه اللحظة التاريخية ضرورة إنشاء قيادة أو مرجعية داخلية لقيادة الحراك الثوري وتوجيهه، تنبثق من القوى الفاعلة على الأرض، والعمل على تجاوز حالة التشرذم التي تعيشها قوى الثورة والارتقاء بدورها كي يليق بتضحيات السوريين، والاجتماع على موقف مستقل عن سلطات الأمر الواقع ورفض ممارساتها، يستند على هذا الحراك الثوري ويعيد الاعتبار لدور السوريين على الأرض والمدعوم من السوريين في مناطق الشتات.

عاشت الثورة السورية، ثورة لكل السوريين

والحرية لجميع المعتقلين السياسيين،

والرحمة للشهداء اللذين سقطوا على درب الحرية.

27 آب 2023

حزب الشعب الديمقراطي السوري

الهيئة القيادية