بيان حول مجريات الأحداث في الشمال السوري
يعيش أهلنا في سورية في مختلف المناطق حالة يسودها الفساد والفقر وعدم الاستقرار واختلال الأمن بشكل عام ولعل مناطق سيطرة النظام أسوأها من كل النواحي.
للأسف الشديد فإن مناطق سيطرة قوى الأمر الواقع الممتدة من الشرق إلى الشمال الغربي والتي تشمل مساحات واسعة من الأرض السورية ، تتقاسمها “قسد” وفصائل “الجيش الوطني” و”جبهة النصرة” أصبحت مثل مناطق النظام من النواحي المختلفة وخاصة في جانبها الأمني، فخلال الأيام القليلة الماضية شهدت مدينة الباب انتهاكات عديدة لحياة المواطنين كان أبرزها اغتيال الناشط المدني والإعلامي محمد أبو غنوم مع زوجته الحامل والذي كان يعمل في راديو “الكل”، وحصل نفس الأمر مع الثائر المعروف وابن بلدة مارع، راضي عبدالرحمن النجار ، الذي كان من أشد المقاومين لتنظيمي “قسد” و”داعش” حيث تم اغتياله في منزله فجر يوم الأحد الماضي.
وما تشهده هذه الأيام بعض المناطق في شمال حلب من معارك دامية ومحاولات السيطرة وتمدد نفوذ بين فصائل من “الجيش الوطني” والكتائب العائدة إلى “هيئة تحرير الشام _ النصرة سابقاً” بتواطؤ تركي مع الأخيرة وبالتعاون مع البعض الآخر من فصائل “الجيش الوطني” الأكثر قرباً إلى تركيا، إلّا أحد مظاهر الفوضى والفلتان الأمني الذي يتجلى في حالات الخطف والاغتيال والنهب والسرقات، وفساد القضاء وتردي التعليم والخدمات الصحية وقمع أي حراك مطلبي كما حصل في مظاهرات المعلمين في منطقة الباب، والتضييق على المتظاهرين الذين خرجوا مستنكرين تصريحات وزير الخارجية التركي حول المصالحة مع النظام ومحاولات الاستئثار بموارد المنطقة والثراء على حساب معيشة سكانها وخاصة في منطقة عفرين التي يستعد الأهالي فيها لجني محصول الزيتون والذي يشكل مصدراً رئيساً لتأمين معيشتهم، وما كان لهذا الأمر أن يحدث لولا الحماية التي تقدمها السلطات العسكرية التركية المهيمنة على هذه المنطقة، لهذه الجهة أو تلك بعيداً عن مصالح السوريين الذين ثاروا على نظام الأسد الاستبدادي وعقدوا العزم على الخلاص من نيره عندما صدحت حناجرهم طلباً للحرية والكرامة بصدور عارية.
إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري/الهيئة القيادية إذ ندين جميع هذه الممارسات التي تشكل انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان، وندين في الوقت ذاته الدول الفاعلة في القضية السورية باعتبارها دول محتلة تقدم الدعم لسلطات الأمر الواقع بعيداً عن مصلحة السوريين، ونطالب المجتمع الدولي بتطبيق قرارات الشرعية الدولية عبر هيئة انتقالية كاملة الصلاحيات لا مكان فيها للأسد وطغمته الموغلة بالفساد وبدماء السوريين.
ويأتي في المقام الأول من كل ذلك أهمية وضرورة تنظيم الصفوف وتشكيل جسم وطني تشاركي مستقل يجسد المنطلقات الأولى للثورة السورية ويسير بها نحو هدفها في الحرية والكرامة ووحدة سوريا أرضاً وشعباً.
عاشت الثورة السورية
2022/10/15
حزب الشعب الديمقراطي السوري
الهيئة القيادية