بيان حول تصريحات وزير خارجية تركيا
لم تكن تصريحات السيد جاويش أوغلو وزير خارجية تركيا إلى وكالة الأناضول مفاجئة للمهتمين بالقضية السورية وخاصة بالنسبة لعموم السوريين الذين ثاروا على نظام الاستبداد الأسدي وطغمته التي شاركت في قتل وتشريد وسجن وإفقار الملايين منهم، جاءت هذه التصريحات المتضمنة “تقديم تركيا كل أشكال الدعم لإخراج التنظيمات الإرهابية من سوريا ومن حق النظام السوري أن يزيلها من أراضيه” بعيد القمة الثلاثية في طهران “أعقبها زيارة وزير خارجية النظام إلى إيران” للدول الراعية لاتفاقيات خفض التصعيد والتي أخرجت القرارات الأممية عن مسارها، وعقد اتفاقيات مذلة بحق السوريين ساهمت في عمليات تهجير هائلة وأعادت سيطرة النظام على مساحات واسعة من سوريا كان آخرها في جنوب محافظة إدلب عندما تمدد جيش النظام في معرة النعمان وسراقب وسط صمت تركي يختلف عن الضجيج الذي كانت تحدثه تصريحات القادة الأتراك بأن حماة خط أحمر، وجنوب ادلب منطقة لن يسمحوا للنظام بالعودة إليها، وكان قد سبق ذلك سيطرة النظام في نهاية العام 2016 على كامل مدينة حلب، وتموضع تركي بعد ذلك في الشمال السوري ودعمه لفصائل عسكرية والسيطرة تدريجياً على مناطق الباب وعفرين وتل أبيض ورأس العين وسط تواطؤ أمريكي روسي، لقد جاءت نتائج قمة بوتين – أردوغان في جانبها المتعلق بالقضية السورية لتؤكد ضرر تصريحات وزير الخارجية التركي على هذه القضية.تتزايد قناعة السوريين يوماً بعد يوم أن جميع المتدخلين في الشأن السوري كانت لهم أجنداتهم الخاصة بعيداً عن أهداف الثوار السوريين، وتركيا الممثلة بحكوماتها لم تكن إستثناءً في ذلك وكان هاجس قيام كيان كردي على حدودها هو الذي رسم سياستها في سوريا من خلال دعمها لظاهرة أسلمة وعسكرة الثورة وافراغ الجيش الحر من مضمونه الوطني، وهذا هو السبب الذي يقف خلف تصريحات وزير الخارجية التي اختصرت الموقف التركي من القضية السورية بالموقف من “قسد” الذي تشكل وحدات حماية الشعب عمودها الفقري، “هذه الوحدات وجناحها السياسي حزب ال PYD لم تقطع علاقتها مع النظام وخاصة عبر البوابات الأمنية” ويتقاطع هذا الموقف مع موقف التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يعطي الأولوية لمكافحة الارهاب، وبذلك تشترك الحكومة التركية والتحالف الدولي وروسيا باعتبار مكافحة الارهاب هو أولويتهم الرئيسية في سوريا متجاهلين أن النظام السوري هو الذي مارس ارهابه على الشعب السوري قتلاً وتشريداً وسجناً وجوعاً، والذي ولّد واستجلب التنظيمات الارهابية في سوريا بمختلف مسمياتها من: “داعش” و”قسد” وحزب الله والميليشيات الطائفية والنصرة وغيرها وإن أختلف وتبدل رعاتها ومشغليها والتي عملت جميعها على ضرب وتخريب الثورة.
إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري – الهيئة القيادية ننظر بقلق حذر لشروع النظام العربي الرسمي بالتطبيع مع النظام وكانت زيارة وزير خارجية الجزائر إلى دمشق ضمن هذا السياق كمسعى إلى دعوة ممثل النظام لحضور القمة العربية المزمع عقدها في الجزائر العاصمة، وهذا يعطي مبررات إضافية للدول التي سمّت نفسها أصدقاء الشعب السوري لمراجعة مواقفها من هذا النظام وتركيا ليست الاستثناء في ذلك.
آن الأوان للسوريين الأحرار القبض على قضيتهم عبر توحدهم على مختلف تنوعاتهم بعيداً عن الأجندات المتحركة للدول في سوريا وخاصة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا التي أعادت ترتيب أولويات الدول الفاعلة في القضية السورية، ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته عبر تطبيق القرارات الأممية ذات الصلة وتجنب ورفض معارك عسكرية جديدة تزيد قضيتنا تعقيداً وتسبب المزيد من المعاناة للسوريين، عبر الذهاب إلى عملية سياسية تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالي لا مكان فيها لمن تسبب في الدمار الشامل. للدولة السورية.
عاشت الثورة السورية والرحمة لشهدائها والحرية للمغيبين وعودة آمنة للسوريين إلى ديارهم.
10 آب 2022
حزب الشعب الديمقراطي السوري
الهيئة القيادية