وداعاً خيري الذهبي
على غير موعد يترجل الروائي والأديب ومحقق المخطوطات الهامة المتعلقة بالعاصمة السورية، والدمشقي الحر “خيري الذهبي” عن صهوة جواده وهو يربي الأمل بأن يكون واحداً من الذين سيطفئون آخر ضوء في زنازين نظام الاستبداد والديكتاتورية في سوريا وهو الذي آل على نفسه بأن يكون على يسار هذا النظام وفي صف دعاة الحرية والمدافعين عن حق الإنسان في أن يعيش بحرية وكرامة، ومَن غير المبدعين يعرفون مذاق وتنفس هواء الحرية، وعلى هذا الحال لم يكن مستغرباً أن يتعرض فقيدنا إلى أشكال عديدة من الضغوطات الأمنية والحياتية ثمناً لمواقفه الإنسانية ودفاعه عن المواطنة المتساوية بين كافة السوريين على تنوعاتهم وفصل الدين عن السياسة، وقد عبّر عن قناعاته من خلال ما تركه من نتاجات ثرية في الأدب الروائي وفي مجمل مواقفه التي كان يعبر عنها من خلال كتاباته وفي لقاءاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كان أكثر ما آلمه الحال الذي وصلت إليه سوريا التي أحبها، وحال ثورة السوريين الأحرار التي رأى فيها خلاصاً لهم من الاستبداد نحو فضاءات الحرية، رحل والحسرة تملأ قلبه بأن يعود إلى دمشق الحرة بعد أن تم دفعه الى مغادرتها منذ العام2012.
كانت لسنوات دراسته للأدب العربي في جامعة القاهرة أواسط ستينيات القرن الماضي مناسبة تعرفه على عمالقة الأدب العربي، طه حسين، نجيب محفوظ، عباس محمود العقاد، يحيى حقي وآخرون، وقد كان لذلك الأثر المهم على أعماله الإبداعية وصعوده في عوالم الرواية.
سيظل يوم رحيله في الرابع من شهر تموز في مدينة “تروا” الفرنسية، يوماً حزيناً على قلوب أحرار سوريا وعلى محبي أدبه وعلى الأدباء الأحرار، وقبل كل هؤلاء على قلوب أهله وزوجته الفاضلة سميرة ناجي وأولاده الأعزاء: الفارس، سهير وعبير، إلى جميعهم يتقدم حزب الشعب الديمقراطي السوري بأحر التعازي القلبية على رحيل فقيدهم الغالي.
لروحه النبيلة والمبدعة السلام.
حزب الشعب الديمقراطي السوري
الهيئة القيادية