يحل الأول من شهر أيار كعيد عالمي لجميع شغيلة وعمال العالم الذين يعملون بسواعدهم وأدمغتهم، وهم على طريق الدفاع عن مكتسباتهم التي حصلوا عليها في مواجهة الرأسمالية العالمية التي تزداد حدة أزمتها البنيوية وميلها للنيل من هذه المكتسبات مما يزيد من معاناة العمال والشغيلة على مستوى العالم، وقد زادت أوضاعهم سوءاً مع انتشار وباء الكورونا وبدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دفع بالبشرية إلى مزالق جديدة تهدد السلم العالمي وتزيد الفئات المهمشة إفقاراً جرّاء توقف الكثير من عمليات الإنتاج والارتفاع في أسعار المواد الأساسية التي تدخل في صلب الاستهلاك اليومي والحيوي مثل القمح ومنتجات الذرة ومختلف أشكال الطاقة من نفط وغاز والارتفاع في أسعار نقل البضائع والأفراد، مقابل الإنفاق على العمليات العسكرية وتنامي ثروة شركات الصناعات العسكرية على حساب التنمية البشرية وتلبية الحاجات الأساسية للبشر.
وتأتي هذه المناسبة على السوريين عموماً وعلى الفئات المهمشة خصوصاً في ظل أوضاع معاشية سيئة انحدر فيها أكثر من 80 بالمائة من السوريين إلى ما دون خط الفقر في المخيمات  وفي دول اللجوء المجاورة وفي مختلف المناطق التي تتحكم فيها سلطات الأمر الواقع، حيث زاد ثراء الدوائر القريبة منها إلى حد يمكن تشبيهه فيما كان يحصل في سوريا عندما كانت تتحكم بها سلطة آل الأسد وحاشيتها من زيادة الهوة بين الفئات التي جمعت ثروات طائلة وبين الكادحين الذين جرى سرقة جهودهم في غياب فاقع لوزن الفئات الوسطى وما يعنيه ذلك من خلل كبير في التوازن الاجتماعي الأمر الذي نجده بين فترة وأخرى من احتجاجات اجتماعية تأخذ أشكالاً مختلفة تتعرض للقمع والتضييق من قبل الأجهزة الأمنية النافذة في هذه المناطق في ظل غياب  أي دور لتنظيمات نقابية مستقلة حيث حولتها أجهزة هذه السلطات إلى ملحقات تابعة لها كما كان حاصلاً في مناطق نفوذ النظام.
ما كشفته الغارديان من تفصيلات موثقة بالصوت والصورة عن مجزرة “التضامن” يضيف أدلة جديدة عن عمق الاجرام الأسدي ويؤكد من جديد خطر استمراره على وحدة الدولة والمجتمع وأن اسقاطه ورحيله بات ضرورة وطنية وإنسانية تفرض على السوريين جميعاً ممن لم تتلطخ أيديهم بالدم وبالفساد، التوحد عبر التمسك بقيم الثورة التي من أجلها ثار الشباب السوري كي ينعم السوريون بالحرية والعيش بكرامة.
عاش عيد العمال يوماً لنضال الإنسانية في سبيل السلم العالمي وزوال اضطهاد الإنسان لأخيه الإنسان.
1 أيار 2022   

حزب الشعب الديمقراطي السوري
الهيئة القيادية