بيان حول الأخطار التي تتعرض لها المنطقة

img

لم يُخفِ حزب الله” منذ قيامه بأن مرجعيته هي إيران وليس لبنان، وولاءه إلى نفس المرجعية وخاصة منذ أن تسلّم حسن نصرالله أمانة هذا الحزب، ومن أجل ذلك خاض معارك دموية داخل لبنان للسيطرة على القرار الشيعي بعد تصفيته لمفكرين لبنانيين ينتمون إلى الطائفة الشيعية {حسين مروة وحسن حمدان (مهدي عامل)}، وخوضه حرب إقليم التفاح ضد حركة أمل، واستفراده بـ”المقاومة” لإسرائيل وتحوله إلى دويلة داخل الدولة اللبنانية، في ظل الوجود العسكري للنظام السوري وبدعم عسكري ومالي وعقائدي غير محدود من قبل نظام الملالي في طهران، وأصبح دوره جلياً بعد انسحاب قوات النظام السوري من لبنان على إثر مقتل رفيق الحريري، واتهام هذا النظام والحزب بتدبير العملية الإجرامية التي أودت بحياته وحياة مرافقيه والتي تلاها اغتيالات طالت قامات وطنية وسياسية لبنانية (سمير قصير، جبران تويني، جورج حاوي، بيار جميل، لقمان سليم) وآخرون.

في سياق هذا الاستفراد والولاء، ورّط هذا الحزب لبنان والمنطقة في حروب ومعارك، لم تكن حرب تموز في العام 2006 والإرهاب المسلح لبيروت والجبل في العام 2008، إلّا مقدمة لما هو أفدح وأعظم، وهي تحويل فائض قوته لدعم نظام سورية الأسد، “الذي لم ير في سورية إلّا سورية الأسد وعائلته”، في حربه التي أعلنها على الشعب السوري الذي ثار من أجل نيل حريته وكرامته، منذ الأيام الأولى من قيام الثورة، وبدأ يقدم له كل أشكال الدعم وأصبح بشخص أمينه العام أحد أعضاء خلية إدارة الحرب من قبل الحرس الثوري الإيراني، وبات وجود هذا الحزب في كل المعارك وبشكل علني ومنها معركة القصير ومشاركته فيها بقوة، والتي كانت محل اعتزازه، واعتبر أن معاركه في سورية والمجازر التي ارتكبها هي مقدمة لمعركة تحرير القدس ليخفي ارتهانه الكامل للسياسة الإيرانية والولاء لولاية الفقيه.

لم يكن موقفه في اليوم الذي تلا العملية العسكرية التي أقدمت عليها حركة حماس في السابع من شهر اكتوبر 2023، إلّا كشفاً جديداً لسياساته، فبدلاً من خوض الحرب إلى جانب حماس على مبدأ وحدة الساحات التي يتبناها ، لجأ الى “معارك” إسناد وإشغال العدو وتشتيت قواه عبر استهداف مستوطنات الشمال ونزوح الآلاف من المستوطنين الى الداخل الإسرائيلي، وأعطى بذلك مبرراً جديداً لنتنياهو لشن حربٍ همجية على لبنان على غرار ما فعلته آلته الإجرامية في قطاع غزة على إثر عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة “حماس” دون أي اعتبار أو حساب لما يمكن أن تؤول اليه من نتائج كارثية على شعب فلسطين وقضيته.

جاءت عمليتا: تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي “بيجر” في وقت واحد، التي طالت حامليها من كوادر حزب الله واتهام إسرائيل في عملية التفجير، والقصف الذي طال أبنية في الضاحية الجنوبية والذي أودى بحياة نصرالله وحياة عدد من أهم قيادات الحزب العسكرية والأمنية والسياسية، ضمن سلسلة اغتيالات طالت المؤثرين في صنع القرار من ايرانيين ومن المرتبطين بإيران من فلسطينيين ولبنانيين وسوريين، كشفت هذه الاغتيالات الحجم الكبير الذي تلعبه أجهزة استخبارات أكثر من دولة في المنطقة وخارجها، والضرر البالغ الذي تلحقه ايران من خلال أذرعها التي بنتها في سورية ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، والتي تعمل على زعزعة استقرار المنطقة واستخدامها كأدوات لخوض حروب الغير وتحميل الشعوب التبعات الكارثية لهذه السياسات.

أكدت لنا السنوات الطويلة التي خلت الضرر الذي تلحقه سياسة التبعية لأسباب عقائدية وجهادية التي انتهجتها استطالات نظام ملالي إيران في عدد من دول المنطقة، وخاصة في لبنان والعراق وفلسطين وسورية واليمن، وهددت وحدة وسيادة هذه الدول، والتي رهنت إرادتها للأجنحة الأكثر تطرفاً، في التوسع خارج أراضيها والسيطرة على مقدراتها.

إن ما يحصل من تصعيد عسكري على صعيد المنطقة بعيداً عن إرادات شعوبها فتح شهية الحكم اليميني الاسرائيلي للتقدم خطوات في مشروع إسرائيل التوسعي واستثمار التأييد الغربي الواسع بعد 7 أكتوبر.

إننا في حزب الشعب الديمقراطي السوري، إذ ندين همجية العدوان الإسرائيلي الذي تشنه الآلة العسكرية المدمرة واجتياحاتها البرية في فلسطين المحتلة ولبنان، وما تسببه من ضرر وأخطار تطال مئات ألوف المدنيين نتطلع إلى إرادة شعوب المنطقة بامتلاك قرارها المستقل والضغط على المجتمع الدولي لوضعه أمام مسؤولياته في تطبيق حزمة القرارات الأممية التي تعتبر مدخلاً لاستقرار دول المنطقة وتأمين حق شعوبها في العيش الكريم، والخلاص من الاحتلالات بكل مسمياتها، وإقامة علاقات أساسها السيادة والاستقلال وتوازن المصالح.

كما نؤكد تضامننا الكامل مع لبنان وشعبه، وندعو إلى تكثيف الجهود الدولية لوقف العدوان الاسرائيلي وتطبيق القرار 1701 وان تستعيد الدولة اللبنانية دورها المعطل.

إن تحقيق سلام عادل وشامل هو من يضمن حق الشعوب في العيش بكرامة وأمن ويجنبها ويلات الحروب.

3 تشرين الأول 2024

حزب الشعب الديمقراطي السوري

الهيئة القيادية


Author : هيئة التحرير

هيئة التحرير

RELATED POSTS

Comments are closed.