داود أوغلو: الاتفاق مع دمشق دون حل شامل سيدفع مئات الآلاف من إدلب نحو تركيا
قال زعيم حزب المستقبل (Gelecek Parti) أحمد داود أوغلو، إنه في حال الاتفاق مع النظام السوري دون إيجار حل شامل في سوريا، سيسبب في توجه مئات الآلاف من إدلب إلى تركيا.
جاء ذلك خلال حوار صحفي مع موقع (T24) التركي.
وأشار داود أوغلو إلى أن هناك خطراً يمكن أن يهدد تركيا في حال التوافق مع النظام السوري دون إيجاد حل شامل في سوريا، قائلاً: “إذا لم يتم التوصل إلى حل شامل، فعند القول إنه تم الاتفاق مع دمشق، يجب أن تعلموا أن مئات الآلاف من الأشخاص سيتوجهون من إدلب إلى الجانب الآخر من الحدود”.
وأضاف: “أنا لم أقل أبداً ألا نتحاور، لكن ما هو المرجع لهذا الحوار؟ هل هي العلاقات العائلية أم معايير القانون الدولي؟ رأينا ما يمكن أن تؤول إليه العلاقات العائلية. اليوم تجلسون معاً، وغداً تصبحون أعداء مرة أخرى. دولة جمهورية تركيا ليست دولة تسير على أساس علاقات السيد أردوغان العائلية”.
“علينا التمسك بالقرار 2254”
وأوضح داود أوغلو أن المقصود بالمعايير القانونية الدولية هي قرارات مجلس الأمن الدولي: “الموقف الذي يجب أن يدافع عنه الجميع، بما في ذلك السيد أردوغان ووزير الخارجية، هو نفس الموقف الذي يتخذ في حالة قرار الأمم المتحدة رقم 242 لفلسطين، والذي يعتبر مرجعاً منذ عام 1967”.
وأضاف: “وبالمثل، هناك قرار واحد صادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يتضمن اللاجئين ويجب أن يُقبل كإطار للمحادثات. المعيار القانوني الدولي هو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254. تاريخ القرار هو 18 كانون الأول 2015. كان ذلك خلال فترة رئاستي للوزراء”.
وأكد داود أوغلو على أن قرار الأمم المتحدة يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية تجمع بين النظام والعناصر المعارضة، ودمج المعارضة السورية في النظام، وعودة اللاجئين طوعاً إلى بلادهم. وشرح كيف أن الدخول في علاقة مع بشار الأسد بدون تطبيق هذا المعيار القانوني يعرض تركيا لمخاطر كبيرة.
وقال: “تركيا حالياً تسيطر على منطقة يعيش فيها حوالي 4.5-5 مليون شخص في سوريا. عفرين، إدلب، أعزاز، جرابلس كلها تحت سيطرة تركيا وهناك تواجد للمعارضة السورية. وهذه المعارضة السورية ترى في مظلة الأمان التركية ضماناً لها وتلك المناطق أصبحت مناطق عازلة”.
وأضاف: “في الواقع، كان يجب علينا إنشاء منطقة عازلة في اللحظة التي اندلعت فيها الأزمة وفقاً للمعايير القانونية الدولية. عندما قدمت هذا الاقتراح كان لدينا حوالي 100 ألف لاجئ فقط. ولكن لم يتم اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه. اتخاذ مثل هذه الخطوة ليس من صلاحيات وزير الخارجية”.
“الجيش التركي سيعتبر منافساً”
وشدد داود أوغلو على أن “اللاجئون السوريون في تركيا، والسوريون في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش التركي، سيشعرون بقلق كبير إذا بُنيت علاقة بين الأسد وأردوغان على أساس صداقة شخصية. والجيش التركي سيُعتبر منافساً للمعارضة السورية التي تراه كحامي لها. ولكن إذا تم ذلك بالإشارة إلى قرار 2254، يمكنكم شرحه للمعارضة السورية”.
ويرى داود أوغلو أنه يمكن القول للمعارضة السورية: “‘يا أخي، أريد أن أدمجكم في النظام’. ويمكنكم حتى شرحه للأكراد في المناطق التي يسيطر عليها الـPYD/PKK بعيداً عن العناصر الإرهابية. لأن جميعهم وقعوا على هذا القرار”.
المصدر: تلفزيون سوريا