الأمطار تتسبب بكارثة إنسانية في مخيمات شمال سوريا
أنطاكيا – «القدس العربي» الخميس 2021/12/23
على مدار اليومين الماضيين، كانت المخيمات في الشمال السوري الأكثر تضرراً من الظروف الجوية السائدة والأمطار الغزيرة، وسط تدخلات وصفت بـ»الخجولة» من جانب المنظمات و»حكومة الإنقاذ» الذراع المدنية لـ»هيئة تحرير الشام».
وحسب تصريحات «الدفاع المدني» لـ»القدس العربي»، فإن غالبية المخيمات في الشمال السوري تعرضت بدرجة أو بأخرى للضرر نتيجة هطول الأمطار.
مئات الخيم تضررت ومنظمات تطالب بحلول جذرية لها
وأوضح الدفاع المدني أن فرقه استجابت حتى الإثنين لـ 55 مخيماً في ريفي إدلب وحلب تضررت بفعل السيول والأمطار الغزيرة، مؤكداً أن عدد الخيم التي تضررت بشكل كامل يصل إلى أكثر من 115 خيمة، وبشكل جزئي لنحو 400 خيمة، ويقدر عدد العائلات التي تضررت بأكثر من 500 عائلة.
وقال إن الكارثة التي يعيشها المهجرون لا يمكن حلها عبر تقديم المساعدات الإنسانية أو بناء المخيمات الإسمنتية، فالحل الوحيد هو «بتوفير الأمان للمدنيين للعودة إلى مساكنهم التي هجروا منها».
وأكد الصحافي أحمد عبد الرحمن من إدلب، لـ»القدس العربي» أن الأحوال الجوية تسببت بتشكل المستنقعات المائية في عشرات المخيمات، فضلاً عن تضرر أكثر من 700 خيمة بشكل كامل، و700 خيمة بشكل جزئي بعد تسرب مياه الأمطار لداخلها.
وحسب عبد الرحمن، فقد قطعت الأحوال الجوية السائدة الطرق بين المخيمات والمدن القريبة، ما أدى إلى انقطاع مياه الشرب، بسبب عدم قدرة الصهاريج على الوصول للمخيمات نتيجة تشكل الطين والوحل على الطرق المؤدية للمخيمات.
وأشار إلى فشل عشرات العائلات في البحث عن ملاذ آمن، مبيناً أن «عدداً منها انتقل إلى المناطق القريبة من خطوط التماس مع النظام». وعلق بقوله» بعض العائلات اضطر إلى البقاء في مناطق غير آمنة، تحت القصف، بسبب غرق الخيام بمياه الأمطار».
وفي الإطار ذاته، اتهم عبد الرحمن المنظمات و»حكومة الإنقاذ» بالتقصير في الاستجابة للحالات الطارئة، وقال «لم نلحظ إلا استجابة ضعيفة مقابل الأضرار التي سُجلت، رغم أن مستودعات ومخازن المنظمات و»الإنقاذ» ممتلئة بالمواد التي من شأنها التخفيف من آثار المأساة التي سببتها الأحوال الجوية».
بدورهم أشار شهود وسكان محليون إلى استجابة فرق الدفاع المدني عبر فتح قنوات لتصريف المياه، إضافة لتنظيف مجاري القنوات الموجودة، وسحب المياه ومساعدة المدنيين للوصول إلى خيامهم.
من جانبه، ناشد فريق «منسقو استجابة سوريا» كافة الجهات الفاعلة في الشأن الإنساني من خلال بيان نشره عبر معرفاته الرسمية، بتنسيق الجهود وعقلنتها والبحث عن آلية سريعة لتعويض الأضرار».
ولفت الفريق في بيان تسلمت «القدس العربي» نسخة منه إلى أن المنطقة لم تشهد استجابة فعلية من قبل المنظمات الإنسانية بشكل يخفف من الكارثة الإنسانية ضمن مخيمات النازحين في شمال غربي سوريا، رغم المناشدات التي أطلقها في وقت سابق.