حكم العسكر تحت حماية المجتمع الدولي

img

موقع القبضة 2021/12/10

عندما يجاهر رئيس الجزائر بأن على سورية أن تدعى إلى القمة العربية القادمة ناسياً أو متناسياً حال الشعب السوري المأساوي في الداخل أو المهجر وأن جلاده مازال جالساً على عرشه وجرائمه تزيد يوماً بعد يوم. فتصريحه هذا يأتي بعد زيارة وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد إلى سورية ولقائه بشار الأسد وكذلك بعد محاولات التقرب الأردني وفتح معبر نصيب الحدودي وأيضاً العمل على خط الغاز الذي يعبر عدة دول من ضمنها سورية منطلقاً من مصر إلى لبنان كل ذلك يصب في دعم النظام بطرق مختلفة ومنها الالتفاف على قانون قيصر تحت نظر الأمريكان. ما يعمق حالة اليأس التي تحيط بالثورة السورية ومؤيديها وكل من وقف في وجه نظام الأسد مطالباً بالتغيير الحقيقي نحو الديمقراطية والحرية والمساواة بين أبناء البلد الواحد.

فرغم الكم الهائل من الدم السوري المسال وتهجير الملايين واعتقال وإخفاء وقتل مئات الآلاف. تمضي الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا في إعادة هيكلة أو تعويم النظام.

وقبل ذلك رفضت وبشكل واضح كل المبادرات الداعية إلى التواصل مع النظام السوري بل ومارست ضغوطاً لمنع ذلك. أما الآن فنرى غض النظر الواضح عن العديد من الأمور وهذا قد يُفهم بأن الضوء الأخضر الأميركي أعطي بهذا الاتجاه.
فللآن وبعد خروج الجيش السوري من لبنان في ٣٠ نيسان ٢٠٠٥ مازالت سطوة النظام واضحة وطبعاً وفق المخطط الدولي المرسوم بالقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية حينها ومن ثم احتلال الدولة عبر الجيش السوري وحزب الله والكتل الطائفية. ففي لبنان المنهار الذي يشهد هجرات كبيرة وخاصة بعد تفجير ميناء بيروت في ٤ آب ٢٠٢٠ بسبب تخزين نترات الأمونيوم في مستودعات حزب الله التي تم السكوت عنها بتواطؤ مع الحكومات اللبنانية المتتالية. وكذلك الموقف السلبي والمتراخي من المجتمع الدولي وموقف حزب الله المضاد الذي يصل إلى حد الوقاحة تجاه التحقيقات التي تؤدي إلى كشف الحقائق.

ولعل انقلاب قيس سعيد ليلة ٢٦ تموز من العام الحالي وانقلاب ٢٥ تشرين الأول في السودان من قبل عبد الفتاح البرهان والإطاحة بمجلس السيادة المدني وقبل ذلك كله انقلاب عبد الفتاح السيسي في مصر بتاريخ ٣ تموز ٢٠١٣ على الرئيس المنتخب.

من كل ما ذكر نجد أن إرادة المجتمع الدولي وفي مقدمته الدول العظمى وعلى رأسها الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على نفوذها الموروث في المنطقة من خلال الديكتاتوريات فأية ديمقراطية قادمة تعني الإطاحة بمخططات تلك الدول. ولعل أفضل من يحافظ على تلك المصالح هم العسكر وحكمهم المتمثل بالحديد والنار.

وهنا لابد أن نذكر زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد إلى تركيا ودعم الاقتصاد التركي من خلال مشاريع استثمارية بـ 10مليارات من الدولارات لم تأت من فراغ. بل ضمن هذه السياسات التي ذكرناها سابقاً وإعطاء دول الخليج وخاصة الإمارات وقطر دوراً في تنفيذ هذه السياسات بل وأكثر من ذلك استبدال شرطة المنطقة بشرطة جديدة.

وبالعودة إلى تعويم بشار الأسد ودوره الذي على ما يبدو أنه لم ينته بعد، وهو دليل قاطع على أنه ونظامه مشتركان في تنفيذ ما ترمي إليه المخططات الدولية بتثبيت حكم العسكر المتمثل بالدكتاتوريات القائمة منها أو الحديثة والقضاء على بعض الثورات كما حصل في سورية وليبيا واليمن أو الالتفاف عليها كمصر وتونس والجزائر أما الثورة اللبنانية فلم تزل ترتطم بجدران الطائفية المقيتة. لأن الديمقراطيات التي عاشتها بعض الشعوب لسنوات قليلة تم اختراقها بأشكال مختلفة بهدف إرجاع هذه الشعوب إلى حظائر الحكام الخونة.


الكاتب عمار الوهب

عمار الوهب

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة