الديمقراطية بين النقد والقدح والمديح

img

أن تكون مفيداً للفكر الذي تؤمن به ومخلصاً له هو أن تكون قادراً على انتقاده. الفكر لا يتحسن من خلال المصفقين طرباً بعظمته، بل من خلال الناقدين الذين يكشفون عيوبه ونواقصه. لك الحق أن تدافع عن الفكر أو الدين الذي تؤمن به، لكن هناك فرق كبير بين دفاع يستوعب نقد الآخرين ثم يرد عليه بتفهم، وبين دفاع بدوي لا يرى أي عيب في عشيرته وينبري للدفاع عنها بكل الوسائل وحتى الموت. الفكر لا يحتاج إلى مثل هذا الدفاع، بل إن هذا الدفاع يضره.

لست مناصراً لقضية الحرية بمجرد تغنيك بها، ولست ديمقراطياً بمجرد أن تنبري للدفاع عنها تجاه أي نقد يوجه لها، وكأن الديمقراطية نظام إلهي كامل لا يقبل النقد. الديمقراطية لا تحتاج إلى دفاعك هذا، بل إلى يقظتك وإرادتك في تتبع الانحرافات التي تتطور بداخلها وكشفها في مهدها وانتقادها.

الديمقراطية خلاصة تطور أرقى ما توصل إليه الفكر الإنساني. عبر التاريخ، كانت هناك جذور للديمقراطية في عدة حضارات، لكن التطوير الأهم لها حصل بعد الحرب العالمية الثانية في الدول الغربية، عندما اقترنت بحقوق الإنسان ورعاية الفقراء وتأمين التعليم المجاني للجميع وتعويضات البطالة وتحديد الحد الأدنى للأجور. كما توطدت العلاقة بين الديمقراطية ومحاربة كل أشكال التمييز العنصري والديني والتمييز ضد المرأة.

الترابط بين الديمقراطية وحقوق الإنسان لم يكن وثيقاً دائماً. ديمقراطية أثينا مثلاً ميزت بين الرجال والنساء، وبين طبقة العبيد والسادة. في عصرنا الراهن، هناك ديمقراطيات تعاني من أشكال متعددة من التمييز. في كل الديمقراطيات الغربية، أصبحت الرعاية الصحية حقاً طبيعياً لكل الناس، ما عدا في أمريكا، حيث يمكن للفقير أن يموت من مرض قابل للعلاج إذا لم يكن لديه تأمين صحي. أوباما عمل جاهداً لتمرير برنامجه للتأمين الصحي الشامل للفقراء بتكاليف منخفضة، لكن هذا التأمين ما زال مرفوضاً بحزم من قبل شركات التأمين، وما زال قسم كبير من الجمهوريين في أمريكا يتوعدون بإلغائه، بما فيهم ترامب. هناك أيضاً ديمقراطيات ما تزال تمارس التمييز العنصري، كديمقراطية إسرائيل التي تمارس أسوأ أنواع التمييز ضد الفلسطينيين وإصرارها على يهودية الدولة.

في المملكة المتحدة، تم تطوير آليات رائعة لضبط عمل الديمقراطية. هناك صحف من أفضل الصحف في العالم بموضوعيتها ونقدها اللاذع. كما طوروا نظاماً صارماً في الدعاية الانتخابية يمنع التأثير على الناخب بطرق خبيثة، كما يحصل أحياناً في أمريكا. كذلك وضعوا لرئيس الوزراء رئيس وزراء في الظل من المعارضة يتابعه كظله لمراقبته وانتقاده وإخضاعه للمساءلة في مجلس العموم، ووضعوا لكل وزير فعلي وزير ظل يُخضعه للمساءلة في المجلس. رغم ذلك، فشلت هذه الديمقراطية في وقف زحف شعبوية بوريس جونسون الذي تمكن بأساليب خبيثة من التلاعب بالديمقراطية وإخراج بلاده من الاتحاد الأوروبي.

هذه أمثلة على بعض عيوب الديمقراطية، ويجب أن نعترف بأن الديمقراطية تعاني من العديد من العيوب. لكن هذا لا يعني أن علينا التخلي عنها لصالح نظم استبدادية، بل يعني أن ننتقدها ونوضح تلك العيوب وإلى أي منحدر يمكن أن تقود المجتمعات التي تعمل بها. الديمقراطيات ليست محصنة من الانحدار نحو الاستبداد إلا بقدر العيون الناقدة الساهرة المدققة في الانحرافات الصغيرة الكامنة والقابلة لأن تصبح كبيرة.

صحيح أن الغرب هو من طور الديمقراطية بشكلها المعاصر، لكنها ليست ملكية خاصة له، بل هي ملك للبشرية ونمط حياة وتفكير تتطلع إليه كل الشعوب الطامحة بالتطور. قد تنشأ ديمقراطيات حديثة في دول كانت تعاني من أبشع أنواع الاستبداد، وقد تتفوق على أرقى الديمقراطيات الغربية. بالمقابل، يمكن للديمقراطيات الغربية أن تنحدر نحو الاستبداد بفعل الشعبوية الصاعدة والتجهيل وتوحش سلطة رأس المال. لكن هذه تبقى احتمالات لا نستطيع تقدير إمكانية تحققها إلا بمزيد من القراءات النقدية.

بالطبع هناك أعداء للديمقراطية يسعون إلى تشويهها، إلا أن هؤلاء لا يتبعون أساليب النقد المنطقي، بل يعتمدون وسائل تتراوح بين القدح والتشهير ودس الأفكار المسمومة وكل أشكال التزوير. كل هذا لا علاقة له بالفكر ولا بالنقد، بل بانحدار الفكر والأخلاق، وبعضه جريمة يحاسب عليها القانون. الديمقراطية لا تسقط بالقدح، ولا تنتعش بمن يؤيدها بحق أو بغير حق. إنما تنتعش وتتطور بالنقد الصحيح للانحرافات الكامنة والقابلة للتغول ما لم يحرسها الناس بوعيهم وقدرتهم على رصد الخلل في مهده.

كل هذا يحيلنا إلى أهمية النقد وضرورته. فما هو النقد الذي نحتاجه؟ إنه ببساطة جهد عقلي منظم غايته القبض على الجذر أو الجوهر أو الفكرة الأساسية التي بُني عليها موضوع ما، ثم مراجعة ما ترسب على ذلك الجوهر من صدأ وانحرافات.

النقد الأهم هو نقد الفكر الأرقى والأوسع انتشاراً بين المثقفين، وليس نقد الفكر الميت القائم على الخرافات. أنت لا تضيف شيئاً عندما تكتشف جنون معمر القذافي في مؤلفه (الكتاب الأخضر)، فهذا الكتاب أتفه من أن تنتقده. لكنك تضيف الكثير عندما تدقق وتكتشف بعض الجنون المستتر في أفكار عاقل يطرح نظرياته بكثير من المنطق وجمال التعبير.

في عالم الهندسة، إذا اكتشفت خطأً ما في مخططات زها حديد مهما كان صغيراً، أو إذا اكتشفت أن للمنشآت التي بُنيت وفق مخططاتها أثراً سلبياً على البيئة، فإن انتقاداتك ثمينة جداً وتضيف الكثير ليس لعلوم الهندسة وحسب، بل للعلوم الأخرى. أعمال زها حديد تخلب الأنظار بروعتها، لكنها مع ذلك قابلة للنقد، وسيأتي دوماً مهندسون ينتقدون ويغيرون ويطورون مخططات أحسن منها.

أنت لا تضيف شيئاً مهماً عندما تكتشف عيوب الاستبداد في كوريا الشمالية، لكنك تضيف الكثير عندما تكتشف عيباً في الديمقراطية الأمريكية. أكبر المؤمنين بالديمقراطية هم أهم الناقدين والمكتشفين للانحرافات التي قد تتطور فيها. من يؤمن بالديمقراطية ليس من يتستر على عيوبها، بل من يذهب بعيداً لتقصي العيوب في مهدها قبل أن تستفحل. نقد نعوم تشومسكي للديمقراطية الأمريكية أكثر فائدة ألف مرة للديمقراطية ممن لا يستطيع رؤية أي خلل فيها.

المغالاة في حرية رأس المال منذ سقوط الاتحاد السوفياتي قادت إلى توحش سلطة رأس المال في أمريكا، وعمقت الفوارق الطبقية بين الناس. وهذا يشكل خللاً في عمل الديمقراطية، إذ يساهم في تفكيك الارتباط بينها وبين حقوق الإنسان. (هذا الموضوع يحتاج إلى بحث معمق حول توحش رأس المال في حرف الديمقراطية عن رسالتها ودورها).

النقد ليس عماد الديمقراطية فحسب، بل أساس التطور في كل فكر. كل قراءة في أي موضوع يجب أن تكون قراءة نقدية لتكون مفيدة. أنت لا تقرأ كي تتغنى بما تقرأ، بل تقرأ لكي تفهم وتتعلم وتضيف لما تعلمته. التعلم جهاد فكري شاق فيه الكثير من التحليل وإعادة تركيب المعاني والمعلومات التي تقرأها، أي فيه كثير من النقد.

إن كنت مغرماً بالغزل، تستطيع أن تفرغ شحنات عواطفك في حبيبتك وأن تسبغ عليها ما شئت من الصور الجميلة. لكن أن تتغزل بنيتشه أو أبي العلاء المعري أو بجيفارا أو بعبد الناصر أو بأي كاتب أو زعيم، فأنت لا تضيف شيئاً يذكر إلى فهم أفكار من تتغزل بهم. لكنك تفيد الآخرين أكثر إذا تمكنت من اكتشاف ثغرات في طروحات أي منهم، أو إذا قيمت بعض أفكارهم مبيناً أسباب التقييم.

النقد هو الروح التي تمد الفكر بالحياة وقابلية التطور. فقط من يقدّرون أهمية النقد وضرورته هم القابلون للتغيير والتحسين والتطور. التوقف عن النقد هو التوقف عن التفكير، وهو الاستسلام لما تتصوره بديهيات ومسلمات في رأسك.

في بلادنا، لا شيء غائب أكثر من النقد، ولا شيء حاضر أكثر من المديح أو التقبيح والتشهير والتجريح. لكن لا المديح ولا التقبيح فكر يساهم في تحسين فهمنا للمواضيع المطروحة علينا. إنهما في أحسن الأحوال مجرد صور أو تشبيهات تهيمن عليها المبالغة لدرجة أنك قد تنسى مثلاً أن من شبهه النابغة الذبياني بأنه الشمس هو في الواقع مجرد إنسان. لكن الصورة التي رسمها بقيت ملهمة للمداحين: “فإنك شمس والملوك كواكب.. إذا طلعت لم يبد منهن كوكب”. لا شك أن هناك جمالاً ما في هذه الصورة، لكنها تبقى صورة تشدنا إلى عالم من المديح الأجوف والمبالغات التي احتلت مكاناً كبيراً في رؤوسنا على حساب تطوير قدراتنا النقدية وقدراتنا في النظر بواقعية للأمور.

المتنبي، الذي ينظر إليه كواحد من أعظم شعرائنا، قطع آلاف الكيلومترات إلى مصر لمدح كافور الإخشيدي. بقي يتردد على مجلسه عدة سنوات، ومدحه خلالها بقصائد كثيرة. عندما لم يحصل على ما أراده منه، هجاه أبشع هجاء. تعلمنا الكثير من هجاء المتنبي في المدارس وتغنينا به رغم عنصريته التي تتجلى في قوله: “لا تشتر العبد إلا والعصا معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيد”. هذا أعظم شعرائنا يسترزق من خلال قصائد المديح، ثم ينتقم بأبيات شعر يقبح فيها من كان بالأمس قد مدحه. ماذا تعلمنا من كل هذا غير المغالاة في رسم الصور وصف الكلمات بإيقاع موسيقي دون أن نهتم بتطوير قدراتنا على التفكير الواقعي.

لم ينصف الشعراء المداحين المغالين في رسم الصور أكثر من القرآن الكريم: “والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون”. ومع ذلك لم ينج الإسلام من المداحين، فتم ابتداع المدائح النبوية، وصار لها مدارس وطقوس لا شيء فيها غير المغالاة والتسابق في المديح. لكن لا الدين ولا الرسل ولا الله بحاجة إلى هذا التفنن والتغني بالمديح، خاصة عندما يكون على حساب العمل النافع. رسالة الله للإنسان واضحة: “إني جاعل في الأرض خليفة”. الله بنى الكون واستخلف الإنسان على الأرض كي يعمرها، وهذا لا يأتي إلا بمزيد من التعلم والتطوير وتحسين القدرات على البناء، وليس بالمدائح.

بلادنا هي مهد الأديان التوحيدية: اليهودية والمسيحية والإسلام، لكنها أيضاً مهد الانحرافات عن جوهر هذه الديانات. الانحرافات الأكبر في كل دين أتت من أتباعه لا من أعدائه. الرسالة في الأديان التوحيدية الثلاثة ذات جوهر واحد يدعو إلى عمل الخير والتآخي والبناء. لكن في كل الأديان هناك من تطرفوا وابتعدوا عن جوهر الرسالة وشنوا باسم الدين الذي يؤمنون به حروباً ضارية على المختلفين معهم في نفس الدين. أكثر من أساء إلى الإسلام مسلمون تطرفوا في نظرتهم لرسالته.

يمكن التعميم بدرجة أكبر أن التشويه لأي فكر هو ذلك الذي يأتي من مناصريه لا من أعدائه. انظروا إلى الفكر الاشتراكي ومن أساء له أكثر، وماذا حل به. دققوا في الصرخة التي أطلقها كارل ماركس في وجوه مناصريه (الماركسيون) عندما قال: “أنا لست ماركسياً”. بالتأكيد راعه التمسك بحذافير ما كتبه، واشتقاق تفسيرات متطرفة من آرائه. لسان حاله يقول: قدمت نظريات هدفها قراءة الواقع وبأي اتجاه يسير وكيف يمكن أن يتغير ليصبح أكثر عدلاً للطبقات الفقيرة التي لا تملك غير قوة عملها. إنه لا يريد لتلاميذه أن يكونوا ماركسيين لأنه هو ليس ماركسياً. غضبه من كثيرين من أتباعه وصل حداً قال عنهم: “لقد زرعت رجالاً فحصدت براغيث”. هذه وجهة نظره بماركسيين لم يفهموا أن النظرية هي مناظير ننظر فيها إلى الواقع، فإن عجزت عن أن تريناه كما هو، وجب تطويرها أو تغييرها. النظريات ليست أصناماً تعبد، لكن كثيراً من أتباع ماركس حولوها إلى أصنام، وصارت تلك النظريات مناظير تعمية تحرف النظر عن رؤية الواقع كما هو.

ربما يعاتبني الآن صديق على مجرد ذكر اسم كارل ماركس الذي صار ينظر إليه على أنه رمز للإلحاد، فماركس صار في نظر كثيرين في بلادنا شيطاناً رجيماً لا ينبغي حتى ذكر اسمه، خصوصاً في موجة التطرف التي تجتاح بلادنا. وهذا دليل كم نحن غارقون في التعمية والشيطنة، والتي تفصح دوماً عن وجه مقابل في بلادنا نراه في التأليه والتعظيم الذي لا يتقبله عاقل.

رسالة الاشتراكية كانت ولا تزال تحقيق قدر أكبر من المساواة الاقتصادية بين الناس. لكن هذه الرسالة أو هذا الجوهر تبدد، وصارت الاشتراكية في كثير من بقاع العالم رمزاً من رموز قهر الناس واستحمارهم واستعبادهم. حزب هتلر كان حزبا اشتراكياً اسمه: حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني، لكنه كان اشتراكياً وقومياً بالاسم، أما بالفعل فكان عنصرياً قومياً ومعادياً للاشتراكية، وقاد ملايين الألمان نحو الهلاك.

ستالين حكم باسم اشتراكية ماركسية لينينية، لكن المساواة الاقتصادية بين الناس تحولت على يديه إلى تسوية الناس بالأرض وتحويلهم إلى أدوات صغيرة في خدمة تصوراته الجنونية عن الاشتراكية. النقد في عهده كان بمثابة الكفر، ومن يجرؤ عليه مصيره الموت أو السجن.

بول بوت في كمبوديا كان اشتراكياً ماركسياً، لكنه باسم الاشتراكية أساء لها وقتل ملايين من شعبه ممن تجرأ على نقده، بل إنه حاسب وقتل من لم يتجرأ على نقده لكنه رأى فيه احتمالاً لناقد لسياساته.

في كل البلاد العربية، كان أكثر من أساء للاشتراكية هم الأحزاب الاشتراكية نفسها، وفي مقدمتها الأحزاب الشيوعية. الدول العربية التي حكمت باسم الاشتراكية أساءت للمواطنين الفقراء الذين يفترض أنها أتت لمناصرتهم أكثر من الدول العربية التي قاومت المد الاشتراكي. علاوة على ذلك، دمرت الدول المسماة اشتراكية بذور الديمقراطية ودولة القانون والمواطنة في مهدها، وفجرت أبشع أنواع الصراعات الطائفية والعشائرية أو المناطقية.

كثير من الشيوعيين الذين ازعجهم ما رأوه من انحرافات في تطبيق الاشتراكية انتقلوا إلى الليبرالية أو حتى إلى معسكر الليبراليين الجدد. لكن الفكر الذي جعلهم ينتقلون من الاشتراكية إلى الليبرالية هو نفسه؛ إنه فكر يعاني من ضعف النقد. فكر لا يعرف أكثر من الاصطفاف مع هذا الرأي أو ذاك، لكنه غير قادر على تطوير آراء خاصة به خارج هذين الطرفين. فكر تعود أن يرى الواقع بنظريات أو مناظير مهشمة تمنع من رؤيته كما هو. العقلية التي تحكمت بكثير من الشيوعيين في بلادنا هي نفسها التي تحكمت فيهم عندما تحولوا إلى الليبرالية الجديدة. إنها عقلية لا تستوعب ضرورة النقد في تطوير الفكر وحماية الديمقراطية.

والخلاصة أن معظم الفكر السائد في بلادنا لا يعدو كونه صدىً لفكر تطور خارجها. الاشتراكية كانت صدى باهتاً لاشتراكيات تطورت بعيداً عنا، والآن الديمقراطية أيضاً لا تعدو كونها صدى باهتاً لما تطور في الغرب. نحن لا ننتج فكراً ولا علوماً ولا فناً. نحن في شبه قطيع يتشارك معظمنا في العداء لمن يحاول التفكير خارج السرب. بلادنا بلاد المديح والهجاء، فما أكثر المداحين والشعراء فيها، وما أقل الشعور بالمسؤولية تجاه تحسين واقعنا. ما أكثر المغنين وما أقل أهل الفن. ما أكثر الذين يلبسون عباءة الدين ويشوهون جوهره، ما أكثر المنطربين بالتطبيل وما أقل المنصتين إلى صوت الحقيقة. ما أكبر أوهامنا عن الواقع وما أصغر الواقعية في رؤوسنا.

فهل نحاول أن نتغير قبل أن نستجدي تغيير أحوالنا من الآخرين؟


الكاتب الدكتور منذر هنداوي

الدكتور منذر هنداوي

دكتور بالاقتصاد من بريطانيا متمرس بالدراسات الأكاديمية مدير تخطيط سابق لمركز البحوث العلمية في دمشق

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة