ورقة للندوة السياسية التي يقيمها حزب الشعب الديمقراطي حول تحديد وتدقيق الرؤية السياسية للحزب حيال مختلف القضايا المطروحة
بعد 11 سنة من عمر الثورة السورية أصبح واضحاً للسوريين قبل غيرهم أسباب بقاء النظام الاسدي وذلك بفضل دعم الحلفاء من نظام الملالي الى روسيا، في ظل تخاذل عربي واقليمي ودولي. وأثبتت سنوات الثورة وتعثرها الكبير، عدم جاهزية القوى السياسية لمواكبة هذا الحراك الشعبي العارم حيث غابت الرؤى المتقدمة وأساليب العمل الحديثة لدى هذه القوى السياسية وكذلك عدم انفتاح هذه القوى سواء على بعضها أو على كافة فئات الشعب السوري. ولم ينجح أي من النماذج السياسية سواء القومية والليبرالية والإسلامية والديمقراطية والشيوعية في خلق تنظيم سياسي عصري يركز على هموم الناس ويعمل لحلها أو للدفاع عنها. وعانت هذه الأحزاب من مشاكل متشابهة فكرية وتنظيمية وسياسية تميزت ببعض الأمراض مثل الانغلاق الفكري وسرية العمل وممارسة سياسة الاقصاء والفردية في المجال التنظيمي. علماً أن التنظيمات الإسلامية نجحت جزئياً في الهيمنة على الشارع السوري ولكنها كعادتها حاولت استغلال الواقع لمصلحتها الأيديولوجية واقصاء الاخرين.
واجه الشعب السوري نظام الأسد، الذي استخدم القمع والقتل والاعتقال وكل اشكال التنكيل والاذلال والتدمير بدعم من حلفائه. ولم يحصل الشعب السوري على الدعم المطلوب لا من القوى السياسية والنخب المثقفة ولا من المجتمع الدولي. فالجميع أرادوا اخضاع الثورة لأجنداتهم الخاصة. وللأسف فإن القوى السياسية الموجودة ساهمت في إعاقة مسيرة الثورة وتسببت بدورها في فشل العمل السياسي والمسلح الذي قادته هياكل ادعت أنها تمثل الثورة. لذلك يصبح لزاما علينا التفكير بمستقبل العمل السياسي وتحديثه فكراً وتنظيماً وممارسة لكي يلبي متطلبات الواقع السوري الحالي وآفاق تغيره المستقبلي.
المحاور:
- كيف يعود الشعب السوري وقواه الوطنية والثورية الى السياسة ويأخذ زمام المبادرة.
– كيف نبني جسم سياسي جديد يتمتع باستقلالية القرار وحاضنة شعبية، ليقود العمل الوطني السوري، ويكون الحزب جزءاً منه. وما هي آليات تحقيق هذه المهمة.
- تحديد الثوابت الوطنية السورية وأهمها الهوية الوطنية على ضوء مسيرة الثورة ومآلاتها.
- تحديد موقف واضح للحزب من اهم القضايا السياسية المطروحة على الساحة السورية:
– الموقف من المعارضة السياسية الرسمية (الائتلاف – …).
– المسألة الكردية.
– موضوع الطائفية.
– مقولة الديمقراطية وتطبيقها في سوريا.
– طبيعة الدولة السورية وعلاقتها بالأديان.