حارس الثورة السورية عبد الباسط الساروت في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاده
يستعيد اليوم ثوار سوريا الأحرار ذكرى استشهاد أحد حراس ثورتهم وأيقونة من أيقوناتها، وهو الأكثر حضوراً بينهم وتجسيداً لقيم ثورة الحرية والكرامة، التي خاطب الساروت من خلالها كل من الجولاني والبغدادي بأن ثورة السوريين ليست طائفية وقد شارك فيها كل السوريين بمختلف تنوعاتهم، والعصابة الأسديةالمسيطرة على سوريا هي من حاول زرع الطائفية محاولة اظهار الثورة للعالم بأنها طائفية نافية عنها صفتها الوطنية، وكان يرى على الدوام بأن الثورة سوف تصحح مسارها وتتجاوز عثراتها، وأن الثائر لا ينتظر المكاسب الشخصية وعليه أن يعود إلى حياته الطبيعية وستضع الإنسان الكفوء في المكان الصحيح حتى لو لم يخرج في التظاهرات، ورأى في أخطاء الثوار أمر طبيعي لأن في قوامها ناس بسطاء عبروا للمرة الأولى عن توقهم للحرية والكرامة والعيش الكريم.
كان حمله للبندقية وخروجه من سوريا أمراً طارئاً،فقد كانت عناوينه الرئيسية حفر الخنادق وفي المخيمات وفي ساحات التظاهر السلمي مرفوعاً على الأكتاف ووجهه نحو الكاميرات بكل جسارة الثائر النبيل، بصوته البدوي الجميل الصافي ولحنه الأخاذ الذي تجلى في مظاهرات ثورتي الربيع الأولى والثانية.
ما شاهدناه اليوم في أكثر من مكان في ذكرى استشهاده هو إحياء للدور الذي جسده الساروت،عبّر من خلاله الشباب وهم يحملون علم الثورة المتألق، عن وفائهم للتضحيات الكبيرة التي قدمها الشعب السوري، والتي كانت تضحيات الساروت باستشهاده مع إخوته الخمسة ووالدهم الذي تم تصفيته تحت التعذيب، إضافة لخمسة من أخواله، نموذجاً لإصرار ثوار سوريا على نيل حريتهم، ودلالة على وحشية النظام غير المسبوقة في التاريخ المعاصر.
يمثل الساروت الثورة في نقائها الأول وصدق شعاراتها، وهو ثائر ربط الكلمة بالفعل، نستلهم من مسيرته دروس العزة والكرامة والثبات على المبدأ والعهد بالاستمرار في النضال حتى اسقاط العصابة المجرمة وتحقيق كرامة الإنسان السوري وحريته، وعهد الثوار لحارس ثورتهم بأن يبقوا مخلصين للمثل والقيم التي قدم روحه من أجلها.
٢٠٢١/٦/٨ حزب الشعب الديمقراطي السوري
الهيئة القيادية