قسد تدمر البنية التحتية في الحسكة ودير الزور والرقة – رواية شاهد عيان زار المنطقة

عمر الجبين (كاتب ورسام سوري)
بالأمس عدتُ من بعض مناطق سيطرة قسد (الحسكة، القامشلي، الرقة)، وما زلت مذهولاً من كمية الإهمال الذي تعاني منه هذه المناطق، رغم دعاية “قسد” الكاذبة بأنها أعادت تأهيل مناطق سيطرتها بشكل ملائم!.
لا كهرباء ولا ماء ولا بنى تحتية حقيقية، الشوارع والطرق الرئيسة والفرعية متهالكة بشكل كبير، ومن الصعب أن يتم السير عليها، الهواء خانق بسبب مولّدات الكهرباء التي حوَّلت البيئة إلى سمٍّ قاتل، الأبنية أصبحت سوداء بسببها أيضاً، رغم أن تلك المناطق هي منبع النفط الذي يستخدم لتوليد الكهرباء!.
هناك رعب حقيقي من قوات وعناصر “قسد” الذين باتوا يفرضون أتاوات على الناس ويشبحون عليهم، ويطلبون منهم أرقاماً كبيرة (طُلب من صاحب مطعم مشهور مبلغ 100 ألف دولار، وحين لم يدفع تمت مصادرة المطعم وعرضه في المزاد العلني) ومعظم أبناء الجزيرة – عرباً وكرداً ومسيحيين – يعانون من سلطة “قسد”.
المدارس الخاصة مغلقة، لا توجد مناهج ولا تدريس إلا باللغة الكردية والمناهج التي تمليها “قسد” بأيديولوجيتها المعروفة.
بعض الأهالي ذهبوا إلى المدارس (العربية) الخاصة كي لا يبقى أولادهم وبناتهم بلا دراسة، لتقوم سلطات “قسد” بإبلاغ هذه المدارس وإرغام أصحابها على توقيع تعهدات بإغلاقها بحجَّة أننا نعيش تحت سلطة نظام اشتراكي!.
أما ما يخص المدارس (المسيحية) الخاصة فيسمح لهم بالتدريس فيها.
لا تزال “قسد” تلاحق الشباب وتجندهم إجبارياً وهنالك تخوّف حقيقي من ذلك.
لم أر علماً سورياً واحداً (علم الثورة) مرفوعاً في أي منطقة من مناطق سيطرة “قسد” ويمنع حمله بشكل تام – رغم ادعاء بعضهم أنّ “قسد” لا تمنع ذلك – وجرت حملة اعتقالات استهدفت الذين رفعوا العلم ، خاصة أن قوّات “قسد” تقوم بتفتيش الهواتف والبحث عن أي صورة تحتوي على العلم، وهذا كاف ليتم اعتقال صاحب الهاتف!.
صور “عبد الله أوجلان” وكلماته تملأ الأماكن والشوارع والمباني العامة والخاصة (كصور حافظ الأسد سابقاً) ولا أحد يجرؤ على المساس بها، رغم ادعاء “قسد” بأنها لا تتبع أي تنظيم آخر وأنها قوات سوريّة بامتياز!.
لا أثراً حقيقياً على الأرض للاتفاق الذي جرى بين الرئيس الشرع ومظلوم عبدي، وهو ما يستدعي أن تقوم الدولة والحكومة بتوضيح ماهيَّة هذا الاتفاق!.
قامت قوات “قسد” بسرقة محتويات غالبية الجامعات والمدارس والمباني الحكومية وسيطرت عليها وحولتها لمبانٍ تابعة لها.
لا زالت “قسد” تقوم ببيع النفط ونقله لجهات مجهولة، والمضحك، أن الوقود لا يتوفر إلا بصعوبة في مناطق النفط!.
كذلك قامت “قسد” بتفكيك أبراج الشبكة الخليوية ونقلها لأماكن مجهولة، ما يجعل التغطية غير متوفرة بشكل كامل وجيد (في الرقة منذ 27 يوماً لا يوجد تغطية أبداً) بالرغم من وجود شبكة إنترنت فضائي تابعة لإقليم كردستان العراق!.
الوضع مزرٍ بشكل كامل ولا يحتمله عقل، كل ما يقال وكل الدعايات التي يقوم بها بعضهم ما هي إلا كاتم صوت يُقتل به أبناء الجزيرة والفرات على يد “قسد” وقواتها.
ذلك ما شاهدته بعيني ومما روي لي من أبناء المنطقة (كرداً وعرباً ومسيحيين) من الذين لا يزالون يعانون من هذه السلطة القائمة.