دبلوماسي أميركي سابق: على الولايات المتحدة «الحفاظ على وحدة سوريا»

قال السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك «لحظة حرجة فيما يتعلق بمستقبل سوريا»، مضيفاً أنه يقع على عاتق الولايات المتحدة وغيرها من الدول العربية والإقليمية «الحفاظ على وحدة سوريا» رغم «المصالح المختلفة والمتباينة في سوريا»، مشيراً إلى «القلق إزاء أي نفوذ إيراني محتمل في سوريا».
وفي ظل المخاوف المتزايدة من حصول صدام عسكري بين إسرائيل وتركيا على الأراضي السورية، عرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، التوسط مع نظيره التركي، رجب طيب إردوغان، لتسوية الخلافات بينهما. وقال ترمب لنتنياهو في البيت الأبيض، إن «علاقاته ممتازة» مع إردوغان، ويمكنه أن يساهم في المفاوضات بين الطرفين.
وأكد وود، أن «تركيا لاعب بالغ الأهمية»، بل هي «لاعب إقليمي مهم في المقام الأول، ولديها تأثير على ما يحدث في سوريا مستقبلاً»، مضيفاً أنه «ربما يُثير النفوذ التركي المفرط مخاوف في الجنوب لدى الإسرائيليين، الذين يحاولون أيضاً إعادة تموضعهم، بما في ذلك داخل الأراضي السورية. وهناك مخاوف من أن تصبح سوريا بؤرة اشتعال ونقطة صراع، في الواقع، بين تركيا وإسرائيل».
وشدد على «ضرورة دعم» قوة الأمم المتحدة لمراقبة فك الاشتباك «أندوف» في مرتفعات الجولان، لأن «الوضع في المنطقة معقد».
وكان ترمب قد أقر بنفوذ أنقرة على سوريا، كاشفاً عن أنه أخبر إردوغان أنه «سيطر عليها من خلال وكلائه»، في إشارة إلى جماعات المعارضة التي قادتها «هيئة تحرير الشام» للإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد، قبيل نهاية العام الماضي. وأدى ذلك إلى تسلم قائد الهيئة، أحمد الشرع، الرئاسة السورية في المرحلة الانتقالية القائمة حتى الآن.
أضاف ترمب أنه قال لإردوغان: «تهانينا، لقد فعلتَ ما لم يستطع أحد فعله طوال 2000 عام. لقد سيطرتَ على سوريا». كما قال لنتنياهو، مستخدماً اسمه الأول مصغراً: «بيبي، إذا كانت لديك مشكلة مع تركيا، فأنا أعتقد حقاً أنني سأتمكن من حلها». وأضاف: «لديّ علاقة جيدة للغاية مع تركيا ومع زعيمها، وأعتقد أننا سنتمكن من حلها. طالما أنك عقلاني، عليك أن تكون عقلانياً».
ولا يزال من غير الواضح ما الذي سيفعله الرئيس ترمب بأكثر من ألفي جندي أميركي منتشرين غالباً شرق نهر الفرات على الأراضي السورية، ويعملون خصوصاً على محاربة تنظيم «داعش»، علماً أنه كان قرر خلال ولايته الرئاسية الأولى بين عامي 2017 و2020 سحب القوات الأميركية من هناك، قبل أن يعدل عن ذلك بطلب من القادة العسكريين في وزارة الدفاع (البنتاغون)
المصدر: الشرق الأوسط