تسع سنوات على الرحيل.. وعمر قشاش مثل المطر في البال

img

قبل رحيله كنت أرى التيه في تجاعيد عيونه، كان قلقاً بما يشبه قلق المتنبي:

على قلقٍ كأن الريح تحتي

أوجهها جنوباً أو شمالاً.

كأنني اليوم أرى الفرح في هذه التجاعيد بعد سقوط النظام، والاتفاق الذي حصل بين عبدي والشرع، حدثان أعادا الأمل للسوريين باستعادة الدولة ووحدة أرضها وشعبها، وكان نفس الأمل الذي سكن “عمر قشاش” قبل رحيله الأليم، وككل الذكريات نستحضر شخوصها بمنظور لحظة الذكرى فتظهر لنا أشياءً فيها لم نكن ننتبه لها، ونعيد اكتشاف قيمتها من جديد.

أبو عبدو واحد من الذين اجتمعت فيهم صفات المناضل الإنسان التي يرددها عنه كلما حضرت سيرته في مجالس الذين عرفوه عن قرب.

 بمناسبة تكريمه من قبل المنتدى الثقافي السوري الإلكتروني “منتدى السيريانز”، الذي أجرى استطلاعاً عن أهم الشخصيات الوطنية السورية، كانت نتيجة هذا الاستطلاع حصول عمر قشاش على جائزة الموقف الوطني.

وفي حفل منحه جائزة المنتدى وفي منزله عام 2003، اجتمع عدد من الناشطين من الطيف السياسي في مدينة حلب وقادمون من مدن سورية أخرى، قالوا فيه كلاماً طيباً كان يخجل عند سماعه:

مسيح الحركة اليسارية في حلب، يحمل من النقاء وصفاء الأخلاق، محبوب حتى من خصومه، مبدئي وجذري وخارج حالات الخلافات، إنسان بكل ما للكلمة من معنى، القائد البسيط، يظل حاضراً في الذهن، سنديانة حلب والمناضل الصوفي الصابر، المستقر رغم الصعوبات والمحافظ على قيم الحداثة والتنوير، مناضل عتيق ينحدر من قاع الناس البسطاء.

 قدم عمر قشاش الشكر لإدارة المنتدى وللحضور واعتبر هذا التكريم بمثابة تكريم لجميع السوريين الذي واجهوا نظام الأسد الديكتاتوري وطغمته من أجل نيل السوريين حريتهم وكرامتهم.

لروحه السلام


الكاتب فهمي يوسف

فهمي يوسف

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة