في الردّ على المدافعين عن محور “المقاومة والممانعة”

بشر الصوّاف
في مقالٍ نشره أحد الأصدقاء، وامتنع عن ذكر اسم كاتبه لأسبابٍ تخصّه لسنا في وارد تعدادها الآن، ونظراً لأهمية فحوى المقال وما يتضمّنه من إسقاطات طائفية وتحريضٍ إعلامي لزرع الفتنة والبلبلة، أورد هذا المقال كاملاً، ثمّ ردّنا عليه كدُعاةِ حرية، وكشخصٍ كان وما زال ينتمي لحزب الشعب الديمقراطي.
المقال كما ورد:
( لقد أثبتت التطورات الأخيرة في منطقتنا… أنه كان هناك ما يُسمّى محور المقاومة، وكان فعّالاً في لجم إسرائيل وكلابها من العرب… فما حدث من الحرب الكونية على سوريا، تدمير غزة وحماس، إنهاك حزب الله ومقتل قياداته، ثمّ إسقاط الأسد وإيصال متطرفي الإخوان المسلمين العملاء وشراذم القاعدة والنصرة إلى سدّة السلطة، وتسليم رئيس لبناني (باصم بالعشرة) لأمريكا، ورئيس وزراء أمريكي الهوى، ووزراء من منحرفي المسيحيين… كله يدلّ على أنّ هذا المحور كان شوكةً في حلق إسرائيل وأمريكا وأذيالهما في المنطقة (بما فيها تركيا).
سوف نرى في الشهور المقبلة أنّ ما كان محرّماً بعهد الأسد… سوف يصبح حلالاً في عصر الموجة الجديدة…
وداعاً يا زيتونَ وتفّاحَ وخبزَ بلادي… سوف يحلّ مكانكم منتجاتٌ إسرائيلية، أُنتِجَت خصّيصاً لشعوب الأمة المخصيّة).
وردّنا عليه كان بمجموعة تساؤلات لصاحب المقال وناشره ولكلّ مؤيديه:
- لماذا “محور المقاومة والممانعة” لم يدافع عن غزة وعن حزب الله عندما كانت إسرائيل تُبيدهم؟ أليس من المفترض أن إيران قادرة على إبادة إسرائيل في 7 دقائق؟!
- ولماذا رمز “المقاومة والممانعة” في سوريا لم يُصدر حتى بيان إدانة أو يدافع عن حلفائه في غزة وجنوب لبنان؟!
- ولماذا هرب مع بقية قيادة الجيش والأمن، ولم يواجه “المتطرفين وشراذم القاعدة”، وترك جيشه “أبو شحاطة” يُسلّم مواقعه وأسلحته؟!
- هل تعرف من هم “الكلاب من العرب” الذين قالوا: “أمن إسرائيل من أمن النظام السوري” في بداية الثورة السورية عام 2011، ونشروا هذا الكلام في أهم الصحف الأمريكية؟، النظام الذي كان “يحتفظ بحق الرد”، ثمّ ما لبث أن تخلّى عنه، وحمى حدود إسرائيل منذ 1974 وحتى زواله (دون أسف) من أيّة مقاومة وطنية حقيقية. ولذلك حمتهم إسرائيل، وتراجع الأسطول الأمريكي والفرنسي عن قصف مواقع الطغمة الحاكمة الحليفة لإسرائيل بعد أن أدانت الأمم المتحدة هذا النظام بقصف الشعب السوري الأعزل بالأسلحة الكيماوية والبراميل المتفجرة في ذلك الوقت.
- دخلك، أليس هذا المحور، الذي كان شوكةً في حلق إسرائيل، هو نفسه الذي خان بعضه البعض؟ تخلى عن حماس أولاً، ثمّ عن حزب الله ثانياً، ثمّ عن عصابة الأسد ثالثاً؟ والثمن كان سلامة نظام الملالي الطائفي في إيران.
- هل تعرف ما كانت “المحرّمات” في عهد الأسد الفارّ؟ أليست هي التي حوّلت سوريا إلى ورشةٍ لصناعة الكبتاغون والمخدرات وترويجها للشعب السوري وتصديرها للبلاد العربية والأجنبية؟ كان قمع الحريات، ومصادرة حقوق الناس، وزجّ المعارضين في السجون، وتصفيتهم بدمٍ بارد وبأبشع الطرق (سجن صيدنايا، وصور قيصر، وأعداد المفقودين خير دليل على ذلك) هو ما أصبح ممنوعاً.
- هل تعرف أنّ هناك نقداً يهدف إلى تصحيح المسار أو الخطأ في مسيرة البناء وهو مُرحَّب به، ونقداً آخر هدفه زرع الفتنة والبلبلة وهو مرفوضٌ ومُدان؟ لذلك من الضروري معرفة المصدر والكاتب والمتبنّي.
- هل تعرف أنه آن الأوان للاعتراف بهزيمة “محور المقاومة والممانعة”، وأنّ عهد عصابة الأسد انتهى إلى الأبد، وبدأ عصر بناء سوريا الجديدة، دولة المواطنة والديمقراطية؟ وأنّ هذا البناء يحتاج إلى تضافر كل الجهود والعقول، وأنّ الفرصة متاحة الآن، وربما لن تكون متاحة في المستقبل القريب لمواجهة أيّة صعاب، وخاصةً مع توجّسنا جميعاً من استفراد الإسلاميين المتشدّدين بالسلطة؟
- هل تعرف أنّ مواجهة إسرائيل، بحسب علم موازين القوى اللوجستية، تتطلّب أن نكون على الأقل بمستوى تطورها المجتمعي والعلمي والتكنولوجي والصناعي والزراعي والدعم اللوجستي الدولي الذي تتفرّد به إسرائيل؟ وأين نحن من هذا التوازن؟ فدون ذلك، فإنّ المواجهة تكون بمثابة انتحار، كما حصل مع ما كان يُسمّى “محور المقاومة والممانعة”.