تقارير إيرانية: “الخيانة الروسية” من الصمت على القصف إلى عرقلة التعاون الدفاعي
أشارت تقارير في الإعلام الإيراني إلى تزايد الشكوك حول التزام روسيا بعلاقتها الاستراتيجية مع إيران، مشيرةً إلى ما وصفته “بالخيانة الروسية” عبر عدة مواقف، أبرزها صمت موسكو تجاه الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت إيران، وكذلك المماطلة في تقديم الدعم الدفاعي لطهران.
ونشر موقع “الدبلوماسية الإيرانية”، المعروف بتوجهاته التحليلية تجاه السياسة الخارجية الإيرانية والعلاقات الدولية، هذه التقارير التي تسلط الضوء على تباين مواقف روسيا في القضايا الحساسة لإيران.
ويُعرف الموقع عادةً بانتقاداته لسياسات الحلفاء التقليديين لإيران، ويعكس أحيانا مواقف غير رسمية قد تخرج عن الإطار الحكومي، مما يجعله منبرا لنشر وجهات نظر حذرة أو متوجسة حول بعض الملفات السياسية، كما أنه يقدم قراءات بديلة للعلاقات الدبلوماسية الإيرانية، بما في ذلك تحالفاتها الإقليمية.
وقد نشر الموقع تقريرين تحت عنوانين نقديين هما: “من إس-300 وزنجزور (ممر زنغزور) إلى الجزر الثلاث، وخطة العمل الشاملة المشتركة والحرب في أوكرانيا؛ ليس هناك نهاية لخيانات الروس”، والتقرير الثاني بعنوان “موسكو لا تساعد في تعزيز صواريخ إس-300 الإيرانية المتضررة”.
صمت يثير التساؤلات
وفي هذا السياق، أوضحت التقارير أن “صمت موسكو عن العدوان الإسرائيلي الأخير على الأراضي الإيرانية يثير التساؤلات، خاصةً في وقت سارعت فيه دول أخرى، منها سويسرا ومصر، إلى إدانة الهجوم”.
وأضافت أن “روسيا، التي يُفترض أن تكون حليفا استراتيجيا، تتخذ موقفا متجاهلاً، مما يثير الشكوك حول التزامها بمصالح الأمن القومي الإيراني”.
وتناولت التقارير مقابلة أجراها الصحفي الإيراني مهدي بازركان مع المحلل السياسي فرشيد باغاريان، الذي أشار إلى أن “موسكو ليست ملتزمة فعليا بعقد تحالفات استراتيجية حقيقية مع طهران، بل تظل مستعدة لتغيير مواقفها بحسب مصالحها الخاصة”.
وأكد باغاريان أن “صمت روسيا على الغارات الإسرائيلية، رغم مواقف الإدانة من دول عدة، يبيّن أن بوتين يستخدم إيران كورقة ضغط ضمن معادلاته الدولية”.
وأشارت التقارير أيضا إلى صعوبات تواجهها إيران في الحصول على دعم عسكري من روسيا، بما في ذلك منظومات الدفاع الصاروخي التي سبق أن تعاقدت عليها.
وذكر باغاريان أن “روسيا، حتى في حال تقدمت إيران بطلب للحصول على منظومات جديدة مثل S-300 أو S-400، ستضع شروطا معقدة وستطيل فترة التسليم إلى الحد الذي يُفقد المنظومات أهميتها العملية”، معتبرا أن هذه السياسة جزء من استراتيجية موسكو للحفاظ على نفوذها.
وخلصت التقارير إلى أن المواقف الروسية إزاء الملفات الحساسة لإيران، بما فيها الصمت عن الهجمات الإسرائيلية والمماطلة في التعاون الدفاعي، تشير إلى أن موسكو لا تسعى إلى شراكة استراتيجية حقيقية، بل تحافظ على مستوى من التوتر في الشرق الأوسط يتيح لها استخدام علاقتها مع طهران كورقة في مواجهاتها مع الغرب.
المصدر: تلفزيون سوريا