حراكنا الثوري.. إلى أين!؟
أثبتت الثورة السورية العظيمة أهمية الدور الحاسم للحراك الثوري المدني السلمي الذي أطلقه شعبنا الثائر في تهديد نظام الأسد المافياوي، ودفعه نحو السقوط والتلاشي منذ الأشهر الأولى للثورة.
وقد تم تداول مصطلح الحراك الثوري على أنه الأداة الضارية للثورة لفترة طويلة، حتى إذا انكشفت اللعبة الدولية التي أجهضت ما أنتجه الحراك من تهديد لنظام العصابة، ولما يبيته النظام الدولي المتمثل بأربابه الإمبرياليين المافياويين للشعوب العربية عامة والشعب السوري على وجه الخصوص من تآمر ووحشية وقتل دموي، في سبيل تأبيد هيمنتهم على العالم وإعادة صياغة الكيانات المجتمعية والسياسية التي استقرت عليها هذه الشعوب منذ نهايات الحرب الكونية الأولى.
حتى بدأ المصطلح في التراجع وأخذ الحراك يعيش تداعيات هذا التآمر الذي تمثل بوضع الثورة عامة وهو الوضع الذي نعرفه جميعاً على مدى ثلاثة عشر عاماً. ولا مجال لمقاربته في هذه المساحة.
أما اليوم، وقد بدأت الحياة تعود لهذا الحراك، حيث انطلق شعبنا منذ أكثر من عام على مستوى تنسيقيات الداخل أو على مستوى تجمعات الحراك متعددة الهياكل والأجسام، كالحراك الثوري الحر، وتجمع الحراك الثوري، والحراك الثوري في بنش وإدلب وغيرها…
وكذلك أخيراً المبادرة التي انطلقت أوائل شهر تموز الماضي على خلفية اعتصام الكرامة في إعزاز لإنتاج هيئة قيادية للثورة..
إننا نذكر بأن حراكنا الثوري الذي أطلق ثوارنا الأوائل عليه مصطلح الأداة الضاربة للثورة، وهو كذلك، يستوجب منا اليوم نحن الثوار الأحرار المستقلين إعادة الفعل لهذا المعنى للحراك من حيث الدعم والتنظيم والهيكلة والمأسسة والإدارة، وأن نحصنه من جميع الأعراض والظواهر التي واجهته وأفقدته فاعليته على مدى السنوات الماضية، كالاحتواء والامتطاء والإفساد والتبعية.
كما نذكّر أن الثورة السورية العظيمة لازالت تواجه تحديات كبرى، كتلك التي عاشتها والتي كان أهمها التدخلات الدولية المتوحشة التي أشرنا اليها، ولنا اليوم في غزة ولبنان مثال، نماذج دموية راهنة.
إن التحديات التي يفرضها علينا النظام الدولي الراهن، لا يمكن مواجهتها إلا من خلال عمل حراكي ثوري شعبي منظم تنظيماً حديدياً، ولنا في الحراك الثوري الذي عشنا تأثيره في بداية عام 2011 وفي الحراكات التي عاشتها شعوب أخرى أنجزت ثوراتها نماذج يقتدى بها.
إن حراكنا الثوري المدني السلمي، لا يمكن أن يواجه آلة عسكرية باطشة، لكن بإمكانه أن يحرك ويحشد القوى الشعبية كافة، صاحبة المصلحة الحقيقية في الثورة، والتي تتحول إلى قوة ضاربة تشل وتلجم أي جهة عسكرية مهما كانت قوتها.
وعليه، لكي تنتصر ثورتنا، يجب أن يستلم الحراك الثوري السلطة السياسية.
لابد من العمل الحثيث لإعادة الحياة إليه وإعادة تنظيمه ومأسسته وتوحيد قيادته، ليعود القوة الضاربة للثورة السورية العظيمة، كما كان منذ انطلاقها وكما كان حال الحراكات الثورية الأخرى في العالم.