ضربات موسكو في إدلب: هل يتحول التوتر إلى مواجهة واسعة في الشمال السوري؟

img

بعد هدوء نسبي لعدة أشهر، شهد الشمال السوري مجدداً تصعيداً عسكرياً، بعد عشرات الغارات الجوية التي شنّها سلاح الجو الروسي خلال اليومين الماضيين، استهدف فيها مناطق متفرقة من إدلب.

استهدف الطيران الحربي الروسي خلال 24 ساعة 26 غارة جوية، شملت 15 غارة، الاثنين 14 من تشرين الأول، و11 غارة يوم الثلاثاء، وهذا التصعيد يعتبر الأعنف استخدمت خلالها صواريخ فراغية بحسب مراقبين ميدانيين، حيث تناوبت عدة طائرات حربية روسية على القصف، بعضها بالقرب من مخيمات النازحين في المنطقة.

وبحسب مصادر ميدانية، فقد نفذت المقاتلات الروسية اليوم الثلاثاء 11 غارة طالت مناطق في ريف اللاذقية الشمالي، وأخرى في ريف إدلب الغربي، وريف حماة الشمالي.

وتوزعت الغارات، ” 3 غارات على محور الكبينة شمالي اللاذقية، غارتان على منطقة عين الزرقا قرب بلدة دركوش غربي إدلب، 4 غارات على بلدة كفريدين غربي إدلب، غارة على بلدة القرقور في منطقة سهل الغاب شمال غربي حماة، غارة على محيط منطقة الروسية شمالي اللاذقية”.

قصف لمحطة كهرباء
بدورها، أعلنت شركة الكهرباء في إدلب “غرين إنرجي” خروج محطة الكيلاني المغذية لمحطة عين الزرقا عن الخدمة بعد استهدافها بشكل مباشر من قبل الطيران الروسي، مشيرةً إلى أن الهجوم أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المناطق التي تعتمد على هذه المحطات.

وأكد الدفاع المدني وقوع جرحى بين المدنيين، واندلاع حريق إثر غارات روسية استهدفت محطة الكيلاني للكهرباء في منطقة عين الزرقا بريف دركوش، تمكنت بعد نحو 5 ساعات من العمل.

وأشار الدفاع المدني إلى أن إحدى الغارات استهدفت منزلاً سكنياً، ومحيط مدرسة غير مأهولة في بلدة كفريدين، ما تسبب بدمار في المنازل والممتلكات، دون وقوع إصابات بين المدنيين.

أسباب التصعيد
هذا التصعيد فتح باب التساؤلات حول أسبابه في هذه المرحلة، والذي يتزامن مع أنباء تتحدث عن نية الفصائل العسكرية بإدلب شن عملية عسكرية نحو المناطق التي تسيطر عليها قوات الأسد والميليشيات الإيرانية الموالية لها.

تعليقاً على التصعيد الروسي، قال الباحث في مركز عمران علي عبد المجيد لوكالة سنا، إن الموقف العام في مناطق شمال غرب سورية يتحدث عن قرب فصائل المعارض من فتح عمل عسكري باتجاه مناطق النظام، ويندرج التصعيد الروسي تحت بند “الضربات التأديبية والتحذيرية”، ورسائل للمعارضة، مفادها في حال قيامكم بأي عمل عسكري، فنحن جاهزون وقادرون على الردع بأساليب القوة، في حال النية في تغيير شكل الحدود الحالية في المنطقة.

وأضاف عبد المجيد، تزامن القصف مع ادعاءات إعلام النظام بأن قواته تمكنت في ريفي اللاذقية وإدلب من إسقاط وتدمير 9 طائرات مسيرة حاولت من خلالها فصائل المعارضة استهداف النقاط العسكرية.

نظام الأسد يحذّر
صحيفة “الوطن” الموالية، قالت إن استهداف روسيا بكثافة لريفي إدلب واللاذقية، بمنزلة رسالة تحذير لفصائل المعارضة من مغبة الإقدام على “أي تهور”، وخصوصاً أن “هيئة تحرير الشام” تعمد إلى حشد مقاتليها على جبهات القتال بهدف شن عمل عسكري واسع باتجاه نقاط قوات الأسد.

كانت غرفة عمليات “الفتح المبين” العاملة في إدلب وريفي حلب وحماة المتاخمين لها، قد أعلنت استعدادها وجاهزيتها لأي تطور أو تصعيد في منطقة شمال غربي سورية.

وقالت القيادة العامة لـ”الفتح المبين” في بيان لها في 12 من تشرين الأول الحالي، إن النظام وإيران “يمارسان عدواناً مستمراً على المدنيين في الشمال السوري”، إذ شهدت الأسابيع والأيام الماضية عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة والطائرات الحربية واستهدافًا للآمنين في قرى إدلب وأرياف حلب.

وتداولت صفحات موالية تعزيزات عسكرية من “الفرقة 25” (مهام خاصة) إلى مدينة تل رفعت شمال حلب، لدعم قوات الحرس الجمهوري الموجودة هناك منذ 2018 .

وقالت إن الأمر يتعلق بالتقديرات العسكرية والمعلومات والمعطيات وحاجة وظروف الميدان والانتشار.
المصدر: وكالة سنا


الكاتب هيئة التحرير

هيئة التحرير

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة