معبر أبو الزندين.. محطة فاصلة في مسار الثورة السورية

img

وأخيراً، لم يتم تنفيذ القرار الذي اتخذ بفتح معبر أبو الزندين في مدينة الباب.

قد يقول متابع، إن عدم فتح المعبر لم يكن بفعل الهبة الشعبية الثورية العارمة التي فرضت وجودها على أرض المعبر، فلو أرادت القوى المتنفذة أو قوى الأمر الواقع فتح المعبر، لتم لها ذلك.

وربما يقول آخر إن الاحتمال القائم على فرضية الاصطدام العنفي بين الأطراف المتواجدة هو ما حال دون فتح المعبر.

وقد يقول ثالث إن الموقف الأمريكي الرافض لفتح المعبر، هو العامل المسبب في عدم فتحه..

وقد.. وقد..

ما يعنينا في الأمر كثوار فاعلين أولاً وأخيراً، وليس كإعلاميين ومحللين، من خلال تجربتنا الثورية والفضاء الدولي المعادي لها والمتربص بها، والصراعات البينية لدى الأنظمة الوظيفية الإقليمية، هو الحال الذي وصلت إليه قوانا الثورية المتمثلة بالحراك الثوري الناهض والمتواصل الذي تأتي الأحداث التي يفجرها أعداء الثورة لتكون محكاً أو معياراً لمدى تقدم وتطور حال هذه القوى في مواجهتها وردة فعلها وكيفية تعاملها مع هذه الأحداث، من حيث التنظيم والتوحد والهيكلة والمأسسة وأخيراً إنتاج قيادة ثورية لهذا الحراك ولهذه الثورة، في وقت ندرك فيه كيف أن أعداء الثورة ماضون في تنفيذ مخططاتهم المتعلقة بمصير ومستقبل سورية وشعبها المندرج في إطار المخطط الاستعماري الأشمل، الهادف إلى تحطيم دولنا الوطنية والإرادة الحديدية لشعوبنا المعروفة في مقارعتها لكل الموجات الاستعمارية عبر التاريخ.

وعليه، نعتقد أن المشهد الحراكي الذي احتضنه معبر أبو الزندين، وحيثيات إنجاز هذا الحراك والنتيجة التي تحققت على أرضه، هو بمثابة برهان واضح على تقدم فعل وأداء قوانا الحراكية وعلى حيوية وزخم وإرادة ثوار هذا الحراك، والإصرار الفولاذي على المضي قدماً على مسار الثورة حتى النصر.

ولكن، لابد بالمقابل من الإقرار أن ما نحتاجه لإيصال هذا الحراك إلى النموذج التنظيمي الذي يرضينا جميعاً والذي يشعرنا بأننا بواسطته بتنا نمتلك حالة قوة ثورية تفرض نفسها على الأرض وتفرض حالة المواجهة والمقاومة لجميع القوى الأجنبية والاحتلالية الجاثمة في ربوع الوطن، وتنتزع الاعتراف الدولي بها وتنجز مهمة إسقاط نظام العصابة بالشكل الذي تراه يناسب تطلعاتها ومصالحها الوطنية والسياسية والاجتماعية.

وهو الأمر الذي لازال مطلوباً منا العمل الحثيث من أجل الوصول إليه، ولعل المبادرة الأخيرة لاعتصام الكرامة ولجنتها التحضيرية تسير في هذا الاتجاه.

أخيراً، لابد من توجيه كل الاحترام والإجلال لأولئك الأبطال الذين رسموا لنا وللعالم أجمع المشهد الذي تردد صداه عالياً وهو يصدح أن الثورة لا زالت مستمرة، وأن الثوار على العهد باقون مهما كانت التحديات حتى النصر.


الكاتب منجد الباشا

منجد الباشا

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة