معهد واشنطن: موت لونا الشبل سيتبعه مزيد من التغييرات الداخلية في النظام السوري
اعتبر معهد واشنطن أن موت مستشارة رئيس النظام السوري لونا الشبل بسبب حادث سير يُشكِّل نذيراً لحدوث المزيد من التغييرات الداخلية في سورية، عند هذا المنعطف الدولي الحسّاس.
رأى الباحثان في “معهد واشنطن” أندرو تابلر، وإريك يافورسكي، في تقرير تحليلي مشترك، أن وفاة الشبل تذكير بأن “الشخصيات الأخرى غير العلوية التي أُحضرت إلى قلب النظام العلوي بعد انتفاضة عام 2011، قد تخرج قريباً من المشهد السياسي، وتشمل السيدة الأولى أسماء الأسد، التي عينها بشار الأسد، لإدارة الأنشطة الاقتصادية الخاصة في عام 2019″، وَفْق تعبيرهما.
ولم يستبعد الباحثان فرضية قتل الشبل، ليكون بمثابة “تحذير” من كبار قادة حكومة دمشق أو داعميهم الإيرانيين، “أو ربما حدث ذلك ببساطة لأنها تعرف الكثير من المعلومات عن الرئيس ودائرته، وكان لا بد من التخلص منها”.
ورجح التقرير أن يكون القصد من هذه “الاغتيالات” هو ضمان الانضباط الداخلي، بينما تتعامل الدول العربية وتركيا وحتى أوروبا مع دمشق من أجل معالجة قائمة طويلة من القضايا، وبينما تفكر واشنطن في احتمال الانسحاب من شمال شرقي سورية.
مَن هي لونا الشبل؟
وتُعتبر لونا الشبل من أبرز الشخصيات في الدائرة المقرَّبة من رئيس النظام بشار الأسد، وتشغل منصب مستشارته الخاصة والمسؤولة الإعلامية في القصر الجمهوري، وواحدة من أكبر المسؤولين الصحافيين في حكومة النظام.
ظهرت الشبل لأول مرة عَبْر برنامج “زوايا وأعمدة”، الذي عُرض على التلفزيون السوري، ومن إعداد فؤاد شربجي، وفي عام 2003 انتقلت للعمل مذيعةً في قناة “الجزيرة” القطرية، قبل أن تستقيل منها في عام 2011، لتقف في صفّ نظام الأسد ضد ثورة السوريين.
بعد استقالتها من “الجزيرة”، ظهرت الشبل فجأة على شاشة “قناة الدنيا”، متهمة القناة القطرية بخيانة الأمانة الصحافية، بسبب تلفيقها للأخبار التي تبثها حول الأحداث في سورية.
تزوّجت الشبل من الإعلامي اللبناني سامي كليب الذي كان مذيعاً بقناة “الجزيرة” أيضاً، وبعد انتشار قصة البريد الإلكتروني المسرّبة لبشار الأسد، كان اسم الشبل بين أسماء الفتيات المذكورات فيه، ولم يكن زوجها سامي راضياً عن علاقتها مع سلطات النظام، وعندما تسرّب أمر الإيميلات التي يتبادل فيها الأسد والشبل كلاماً حميمياً، انفصل كليب عن الشبل وأعلن طلاقهما رسمياً، وتزوجت بعده الرئيس السابق لـ”الاتحاد الوطني لطلبة سورية”، والعضو السابق بمجلس الشعب، عمار ساعاتي.
ظهرت لونا الشبل ضِمن الوفد الممثِّل للنظام المشارك في مؤتمر “جنيف 2″، في كانون الثاني 2014، في حين أدرجتها الولايات المتحدة وبريطانيا في قائمة العقوبات لقربها من بشار الأسد ودعمها له.
المصدر: نداء بوست