واشنطن بوست: لهذا يريد عمدة ديربورن العربي المسلم تنحي بايدن من السباق الرئاسي
قبل زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الجمعة إلى ديترويت، أجرت صحيفة “واشنطن بوست” مقابلة مع عمدة ديربورن، أحد أحياء ديترويت في ميتشغان حيث تعيش فيها غالبية عربية ومسلمة، عبد الله حمود، وهو أول عربي ومسلم ينتخب لمنصب عمدة البلدة، وسأله كل من ثيودريك ماير ولي أن كالدويل عن السبب الذي يدعوه الطلب من بايدن الخروج من السباق الإنتخابي.
ومن المعروف أن حمود يعتبر من أشد الناقدين لبايدن وموقفه من حرب غزة. وسألته الصحيفة عن رأيه بالمناظرة التلفزيونية بين بايدن والرئيس السابق في 27 حزيران/يونيو. وقال إن واحداً من التعليقات البائسة فيها هي عندما تمت الإشارة إلى “الفلسطيني” كافتراء من ترامب ضد الرئيس بايدن و “عندما القى الإفتراء لم يرد أحد أو حاول الدفاع عن الفلسطينيين، وكان هذا محبطا للغاية”. في إشارة لما قاله ترامب عن بايدن بأنه “أصبح مثل الفلسطينيين” و “لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيء وضعيف”.
ويضيف حمود “كانت هذه مبارزة حول تقديم الدعم العسكري لإسرائيل، ولم يكن لدى أحد اللياقة للاعتراف بالوضع البائس الذي يعيش فيه الفلسطينيون حاليا”.
وفي تعليقه على ما قاله بايدن من أن الولايات المتحدة هي “أكبر داعم لإسرائيل وأكثر من أي بلد في العالم” ويجب عليها أن “تكون حذرة حول كيفية استخدام هذه الأسلحة بين السكان المدنيين”، أكد حمود أن هذا الكلام لا يعني شيئا، مشيرا إلى تقرير المجلة الطبية البريطانية “لانسيت” والتي نشرت تقديرا عن عدد الضحايا في غزة بسبب الحرب الإسرائيلية. وأضاف: “حقيقة تفاخر بايدن بالدعم الذي يقدمه إلى إسرائيل، أعتقد انه فظيع ومهين ويبعث على التقزز. لقد وعدنا برئيس سيجلب اللياقة والتعاطف للبيت الأبيض، ولكننا لم نر أي شيء خلال التسعة أشهر الماضية”.
وسألته الصحيفة إن كان التركيز على كبر عمر الرئيس وإمكانية خروجه من السباق الرئاسي سيؤثر على جهود إقناعه بتبني وقف إطلاق النار، قال: “أجد ذلك مرعبا فخلال الأشهر التسعة الماضية، حذر الكثيرون في حركة “غير ملتزم”، المناهضة للحرب، من القرارات التي اتخذت وكانت متهورة ومتشرذمة وأنها ستفتح المجال أمام عودة رئاسة ترامب”. وأضاف “الأن هناك أصوات على الأقل تقول: حسنا، هناك تهديد على الديمقراطية الأمريكية في ظل ترشيح الرئيس بايدن. ولكن من المخيب للأمال هو غياب الانتباه لما يحدث في غزة، ولأن الجرائم تزداد سوءا، فالحرب تزداد وتيرتها تسارعا وهناك المزيد من الذين يقتلون في كل يوم”.
وعندما سألته الصحيفة عما يريد سماعه من الرئيس عندما يزور ديترويت، أجاب “موضوعات تؤثر على مجتمعي، وفي الوقت الحالي فالحرب قد أثرت علينا، فالإبادة مستمرة في غزة وكذلك القصف مستمر على لبنان. ولدى الكثير منا عائلات في لبنان. وماذا حدث لوقف اطلاق النار الدائم؟ وماذا حدث للدعم العسكري؟ وتم تفكيك الرصيف العائم الآن. ولم يسمح ولأسابيع بدخول الدعم الإنساني إلى غزة. وتركنا بدون إجابات، ويبدو أنه لا يوجد هناك مزيد من التركيز [على غزة] وفي ظل الطبيعة المتعثرة للحملة عند هذه النقطة”.
وعن رأيه بخروج بايدن من السباق، أجاب أنه “بعيدا عن أداء الرئيس في المناظرة المتلفزة، فهناك الكثيرون يطالبون بمرشح يدعم وقف إطلاق النار ومرشح ضد الإبادة الجماعية. وتدعم غالبية الأمريكيين وقف إطلاق النار وتدعم تقييد الدعم العسكري [إلى إسرائيل]، وهو ليس مستعدا لأن يكون شجاعا ويدعو لهذا. وأعتقد أن على بايدن الإستماع للشعب الأمريكي، وبخاصة إن كان يريد أن يكون الرئيس الراغب بمنع تفكك الديمقراطية الأمريكية وبولاية ثانية محتملة لترامب”.
وأشارت الصحيفة لاستطلاع نشرته جامعة كونينبياك في أيار/مايو وجد أن نسبة 43% من الناخبين المسجلين دعموا إرسال مزيد من الدعم لإسرائيل مقابل 49% ضده. وفي استطلاع لفوكس نيوز، أجري الشهر الماضي ووجد ان نسبة 52% دعمت إرسال الدعم المالي لإسرائيل مقابل 44% ضده.
ورد حمود على سؤال: “هل تريد في الحقيقة رؤية تنحي بايدن كمرشح للديمقراطيين؟ بـ “نعم”. وعن البديل له قال “لا أستطيع القول من سيخلفه بالتحديد، لكنني أستطيع القول إن الكثيرين منا يبحثون عن مرشح ضد الحرب ومؤيد لوقف إطلاق النار والعدالة. وأعتقد ان هذا السؤال يجب أن يطرح على المرشح المحتمل، ولو استبدلت المرشح الحالي بشخص آخر يحمل نفس الموقف، فماذا ستجني؟”.
وأكد أن السؤال يجب أن يطرح على نائبة الرئيس كامالا هاريس، في رد على سؤال حول شعوره إن كانت المرشحة المناسبة “ما هو موقفها من هذه المواضيع، لا أعرف أين تقف من ذلك؟”. وقال إن الكثيرين من ناخبي منطقته “يعتقدون أن على بايدن التنحي، لكن الكثيرين يشعرون باليأس، وهذا ما لا نريده في انتخابات رئاسية”.
وعن حواراته مع مسؤولي إدارة بايدن، بمن فيهم نائب مستشار الأمن القومي جون فاينر ومسؤولة وكالة التنمية والمساعدات الأمريكية (يو أس إيد) سامنثا باور، قال “الحوارات تكون مثمرة إن كان هناك شيء يمكن التحاور حوله، أما الحوار من أجل الحوار، فلا ينفع أحدا. لو ظللنا نكرر نفس نقاط الحوار ولا أحد يستمع بعناية، ويستمع ويسجل ما يقوله ويحاول كتابة مسودة أو المشاركة في كتابة سياسة جديدة وطريق جديد معا، فما معنى هذا”
المصدر: القدس العربي