قادة الناتو يعقدون قمة بواشنطن وسط غموض سياسي على عدة جبهات

img

يجتمع قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) بواشنطن، اليوم الثلاثاء، في قمة تهدف إلى تأكيد الدعم لأوكرانيا، فيما تطغى عليها العديد من القضايا والأحداث، التي تزيد من “الغموض السياسي” على عدة جبهات.

وتأتي هذه القمة بالتزامن مع الذكرى الـ75 لتأسيس الحلف. كما تأتي في وقت يمكن فيه اعتبار بعض من قادة أهم دوله “جرحى سياسيين” مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تلقى هزيمة كبيرة في الانتخابات البرلمانية المبكرة، والرئيس الأمريكي جو بايدن الذي يواجه صعوبة كبيرة في حملته للفوز بفترة حكم ثانية.

وإلى جانب ذلك تمر الحرب في أوكرانيا بمرحلة محبطة لدول الحلف التي أظهرت دعما هائلا لكييف في مواجهة الغزو الروسي الذي بدأ في فبراير 2022.

ويقاوم بايدن الدعوات المطالبة بانسحابه من السباق الرئاسي، وربما يستخدم القمة لتبديد الشكوك حول صحته، في الوقت الذي يحاول فيه الناتو ترسيخ دعمه لأوكرانيا تحسبا لعودة ترامب إلى البيت الأبيض.

وقال الأمين العام للناتو، المنتهية ولايته ينس ستولتنبرغ، أن التحالف سوف يمنح أوكرانيا مساعدة عسكرية بقيمة 40 مليار يورو (43 مليار دولار) خلال عام 2025.

كما تتضمن خطة الأمين العام لحماية أوكرانيا من التغيير السياسي في الولايات المتحدة مشروع دعم جديدا لكييف يطلق عليه المساعدة الأمنية والتدريب من أجل أوكرانيا، وقد حظى بموافقة وزراء دفاع الناتو في يونيو الماضي.

كذلك يتوقع ستولتنبرغ أن تعلن دول الناتو إمداد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي جديدة.

وبالنسبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فإنه سيشارك في الاجتماع بعدما تقدّم معسكره على اليمين المتطرف الفرنسي الذي كان يرجح حصوله على غالبية مطلقة في الجمعية الوطنية.

وسيشهد الاجتماع كذلك، أول رحلة دولية لرئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، منذ تسلّمه منصبه الأسبوع الماضي، في وقت يصل رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بعد أيام من اجتماع مثير للجدل عقده مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وسيتعيّن على قادة دول الناتو أن يظهروا أنهم لم يصرفوا انتباههم عن واقع ساحة القتال في أوكرانيا.

وسيحل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على القمة ضيفًا، على أمل ضمان حصول بلده على مزيد من أنظمة الدفاع الجوي من طراز “باتريوت”، التي يطالب بها منذ أشهر للتصدي للهجمات الروسية.

وظهر ضعف قواته أمام ضربات روسية هزت، الإثنين، عدة مدن أوكرانية.

وقال زيلينسكي في وارسو، أمس الإثنين، قبل توجهه إلى واشنطن: “أود أن يُظهر شركاؤنا قدرًا أكبر من المرونة وردًا أقوى على الضربة التي وجهتها روسيا مرة أخرى لشعبنا”.

ومن المتوقع أن يكون الوعد بتقديم المزيد من الأسلحة أكبر انتصار يحصل عليه الرئيس الأوكراني، في وقت تسعى قواته بصعوبة للحفاظ على مواقعها بعد عامين ونصف من بدء الغزو الروسي.

ورغم عدم وجود أي حديث عن منح أوكرانيا دعوة واضحة للانضمام إلى التكتّل الدفاعي، فإن دبلوماسيين يقولون إنهم يتطلعون إلى اعتبار طريق كييف إلى العضوية النهائية في إعلان القمة “لا رجعة فيه”، قائلين إن أوكرانيا “على جسر” الانضمام، وفق وكالة فرانس برس.
المصدر: مينا مينيتور


الكاتب هيئة التحرير

هيئة التحرير

مواضيع متعلقة

التعليقات مغلقة