باتفاق مع نظام الأسد، ميليشيا قسد تحدد سعر القمح.. والخاسر الأكبر هو المزارع
حددت “الإدارة الذاتية” التابعة لميليشيا قسد سعر شراء كيلو القمح الواحد من المزارعين بـ0.31 دولاراً، بسعر أقل من العام الماضي (كانت 43 سنتاً)، ما دفع بعض المزارعين لتنظيم وقفات احتجاجية رافضة لتلك التسعيرة.
وذكر بيان صادر عن “هيئة الزراعة والري” في “الإدارة الذاتية”، عزمها شراء كيلو القمح الواحد من المزارعين بسعر 31 سنتاً أمريكياً، أي ما يعادل تقريباً 4650 ليرة سورية.
وقال البيان إن التسعيرة الجديدة جاءت بناء على اجتماع عُقد بين الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي و”هيئة الزراعة والري”، واجتماع آخر ضم الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي ومنسقية اتحاد الفلاحين.
وجاء قرار “الإدارة الذاتية” عقب تحديد حكومة الأسد تسعيرة شراء كيلو القمح الواحد من الفلاحين في الحسكة لهذا العام بـ 5500 ليرة سورية، أي ما يعادل 36 سنتاً أمريكياً.
قوبل قرار “الإدارة الذاتية” الذي تضمن التسعيرة الجديدة للقمح، برفض من قبل عدد من المزارعين في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا قسد.
وشهدت مناطق في محافظة الرقة والحسكة، وقفات احتجاجية على خلفية اقتراح “الإدارة الذاتية” تسعيرة شراء القمح، والتي صدمت توقعات الفلاحين.
ونظّم الأهالي والفلاحون وقفات احتجاجية أمام “المجلس التنفيذي” وحاجز الفروسية وعند المدخل الغربي لمدينة الرقة، إضافةً إلى وقفات احتجاجية في مدينتي الطبقة والمنصورة بالريف الغربي، بحسب شبكة “نهر ميديا”.
وانتقد مسعود عكو من سكان القامشلي على “فيسبوك” معترضاً على القرار: “لا أحد يعرف ولا حتى مقرر وصاحب هذا القرار، الطريقة التي اعتمدت فيها الإدارة الذاتية لتحديد سعر شراء الكيلوغرام الواحد من القمح بـ 31 سنتاً من الدولار الأمريكي، حوالي 4650 ليرة سورية”.
وأضاف عكو بأن القرار جاء بعد رفع سعر الخبز بحجة دعم المزارعين عبر رفع سعر كيلو القمح، قائلاً: “قبل عدة أيام رفعت الإدارة الذاتية سعر ربطة الخبز من 1000 ليرة سورية إلى 1500 ليرة سورية، أي 50%. كما رفعت سعر الطن الواحد من الطحين المدعوم للأفران العامة ونصف الآلية من 350 ألفاً إلى 800 ألف ليرة سورية”.
ورفعت “الإدارة الذاتية”، يوم الاثنين الماضي، سعر ربطة الخبز من 1000 ليرة سورية إلى 1500 ليرة، في جميع المناطق التي تسيطر عليها في شمال شرقي سورية.
وعقد نظام الأسد صفقة مع ميليشيا “قسد”، تُلزم الأخيرة بتوريد ما مجموعه نصف مليون طن من القمح، للنظام على دفعات، وبسعر 36 سنتاً أمريكياً للكيلوغرام الواحد.
ونقل موقع “تلفزيون سوريا” عن مصدر مطلع، إن لقاءات مكثّفة بين مسؤولي مالية “الإدارة الذاتية” من كوادر ميليشيا “حزب العمال الكردستاني” (PKK)، ومسؤولين من النظام، تم عقدها خلال الأيام الماضية، وأفضت إلى اتفاق بتوريد كمية 500 ألف طن من القمح للنظام على دفعات، وبسعر 36 سنتاً أمريكياً للكيلو الواحد.
وأضاف المصدر: “أَعلَم كوادر (PKK) قبل أيام مسؤولي الإدارة الذاتية السوريين في المجلس التنفيذي وهيئتي الاقتصاد والزراعة بأنهم لن يشتروا القمح بسعر أعلى من 32 سنتاً أمريكياً بذريعة عدم توفر ميزانية مالية وبسبب امتلاء غالبية الصوامع بمخزون العام الفائت”.
وأشار المصدر أن “النظام سوف يسلم الإدارة الذاتية ثمن القمح بالليرة السورية على دفعات بشرط توريد الأخيرة القمح بأكياس الخيش لتسهيل عملية تخزين ونقل القمح من مناطق سيطرة قسد إلى مناطق النظام في بقية المحافظات”.
وتحقق هذه الصفقة مكاسب مالية للطرفين، فالنظام سوف يحصل على قمح مناطق شمالي غرب سورية معبئاً بأكياس الخيش من دون أن يتكبد تكاليف التوريد والتخزين بحسب حاجته، بينما ستحقق “قسد” نسبة ربح لا تقل عن 3 سنت للكيلو غرام الواحد من القمح وتستلم أموالاً بالليرة السورية تغطي رواتب موظفيها وعناصر وقواتها، وفق تقرير لموقع “تلفزيون سوريا”.
وأضاف الموقع، أن “الإدارة الذاتية” أدخلت أمس السبت، كميات كبيرة من أكياس الخيش من العراق عبر معبر الوليد إلى محافظة الحسكة ونقلتها إلى مراكز توريد الحبوب في المحافظة
المصدر: سنا